القدس المحتلة– وليد أبوسرحان
حذر رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، بيني غانتس، السبت، من إمكانية اندلاع حرب على عدة جبهات في آن واحد، مشيرًا إلى أنه لو قتل 10 جنود إسرائيليين في عملية حزب الله اللبناني الأخيرة في مزارع شبعا لكان الرد الإسرائيلي تطور إلى حرب.
وعبّر غانتس عن سعادته بجيش الاحتلال، وذلك قبيل إنهاء مهامه بعشرة أيام، مؤكدًا قلقه من الوضع وخشيته من اشتعال النار في عدة جبهات، كقطاع غزة أو الشمال على الحدود مع لبنان، مستذكرًا عملية حزب الله الأخيرة التي أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين في مزارع شبعا.
فيما أوضح غانتس أنَّ إسرائيل كادت أنَّ تتدهور لتصعيد خطير ضد حزب الله لو تمكن الحزب من قتل عشرة جنود إسرائيليين في عملية مزارع شبعا، لافتًا إلى أنَّ الجنود فرقوا باللحظة الأخيرة ما حال دون سفك دم أكبر.
كما تابع غانتس قائلاً: "لو قتل عشرة جنود من جيشنا لاضطررنا لقصف مضاد وعندها حزب الله سيرد بصواريخ وسنتدحرج معًا لحرب جديدة".
فيما قال غانتس الذي تسلم رئاسة أركان الجيش العام 2011، خلال تصريح لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الجمعة الماضية، إنه قلق من تقدم الحوثيين في اليمن بدعم إيراني، مشيرًا إلى احتمال تهديد الملاحة الدولية في منطقة باب المندب علاوة على مضيق هرمز والبحر الأحمر.
وكشف غانتس أنَّ الثورات العربية أدت لتراجع التهديد العسكري التقليدي ما أتاح له تقليص الميزانيات المخصصة لجاهزية جيشه في حروب تقليدية كإلغاء وحدات مدرعة وتسريح عدد كبير من الجنود والضباط، منتقدًا السياسة الأميركية تجاه الربيع العربي بقوله إنه ينبغي عليها ضمان حقوق الإنسان وحريات الفرد وتشجيع بناء أنظمة ديموقراطية غربية بعد ملاءمتها للظروف في المنطقة.
هذا ويعتبر أنَّ واشنطن أخطأت عندما تبنت حكم الإخوان المسلمين بقيادة محمد مرسي في مصر وأدارت ظهرها لنظام عبدالفتاح السيسي، مشددًا على حيوية صيانة العلاقات الثنائية بين إسرائيل والولايات المتحدة لعدم وجود بديل لكل منهما.
وكان غانتس قد شدد قبل أيام على حيوية استمرار المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وقال خلال مراسم احياء ذكرى رئيس أركان سابق للجيش، امنون لبكين شاحك: "نوجد في فترة بالغة الحساسية من حيث الواقع السياسي الإسرائيلي، وأنا ما زلت أرتدي البزة العسكرية، ولكن لا شك أنَّ هذا الموضوع يعتبر بالغ الأهمية".
وأضاف انه يفترض أنه سيتم التوصل إلى طريق لتحقيق التقدم في المفاوضات لكن ذلك ستوضحه الأيام المقبلة.
يدعي غانتس أنَّ "هروب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمام، ينطوي على خطر التحرر من المسؤولية إزاء مواجهة القضية، وما يقوم به هو خصخصة هذه الحكاية على الحلبة الدولية، مهما كان الثمن".
وبحسب غانتس، فإنَّ الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني ليس مصدر الصراعات الأخرى في العالم، كما في العراق، ولا ينطوي هذا الادعاء إلا على ذريعة استراتيجية "يمكنك الاعتقاد بأنَّ الصراعات هي محلية ولكنه لا يمكن تركها دون علاج".
ويرى غانتس أنَّ "موضوع الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني لا يهم إسرائيل وحدها وإنما علاقاتها مع المجتمع الدولي أيضًا، وبتوافر ميزات وتحديات أمنية كتلك التي نعرفها اليوم، فإنَّ قدرة إسرائيل على الاعتماد على التعاون مع المجتمع الدولي تعتبر بالغة الأهمية".