رئيس المخابرات الإسرائيلية العامة السابق يوفال ديسكين

اعترف رئيس المخابرات الإسرائيلية العامة "الشاباك" السابق، يوفال ديسكين، بفشل الاحتلال في التعامل مع أنفاق المقاومة في غزة، لافتا أن إسرائيل لم تخطط للحرب على القطاع وتم جرها إليها.

وأكد ديسكين، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، أنه كان في حوزة "الشاباك" معلومات عن الأنفاق منذ سنوات عرضت على لجنتي الخارجية والأمن.

وأضاف "كان من الواضح أن (حماس) تركز جهداً غير عادي على هذا الموضوع، ولذلك فقد حظي بأولوية عالية جداً من قبل (الشاباك) وقيادة الجنوب وشعبة الاستخبارات".

وفي معرض انتقاداته المباشرة للمؤسسة الحاكمة، لفت ديسكين إلى أسئلة جوهرية لم تتم الإجابة عليها ومنها ما يتعلق بالأنفاق وعدم معالجتها مبكراً، مضيفا "في 2012 شنت إسرائيل ما يسمى بعملية "عامود السحاب".

وتساءل "هل يمكن أن نظرية الصواريخ ستصاب بالصدأ التي طرحها موشيه يعلون بشأن صواريخ حزب الله، ضربت جذورا خلال فترة بنيامين نتنياهو وإيهود براك ويعلون بالنسبة لموضوع الأنفاق؟". و"لماذا لم يتم الحديث عن تهديد الأنفاق والحاجة إلى معالجتها خلال الاستعداد لعملية عامود السحاب، ولماذا لم يتم في حينه إرسال القوات البرية لمعالجتها؟".

وأشار إلى قرار تقليص وظائف أفراد الأمن في بلدات غلاف غزة. متسائلاً كيف إذن تم اتخاذ مثل هذا القرار، إذا كان تهديد الأنفاق واضحا للجميع؟".

وتابع ديسكين الذي يتميز بعلاقته السيئة مع نتنياهو قوله "من تجربتي فإن مثل هذا القرار يدل على الفشل الخطير في تقيم الأوضاع والمشاعر العامة التي سادت في الجهاز الأمني في تلك الفترة بشأن الأنفاق".

كذلك يتساءل "هل يحتمل أن قادة الأجهزة الاستخبارية والأمنية، لم يقرعوا، عشية عامود السحاب والجرف الصامد على أبواب وطاولات وزير الأمن ورئيس الحكومة، بهذا الشأن؟".

واتفق ديسكين مع مراقبين آخرين بقوله إن من طبيعة الحروب والعمليات أنها تكشف الإخفاقات، ولكن الأخطر من ذلك هو عدم استخلاص الأحداث وتطبيق العبر المطلوبة.

ويقول إنه متأكد من أن الجيش و"الشاباك" أجريا الكثير من التحقيقات، ولكن القيادة السياسية، مطالبة بتقديم الحساب للجمهور، حول سلوكها وقيادتها وقراراتها خلال الجرف الصامد.

وأبرز "كغيري من الكثيرين، لدي شعور بأن الحكومة تحاول تكنيس الأجوبة على الأسئلة المتعلقة بالجرف الصامد، تحت البساط. بعض هذه الأسئلة يشير إلى اخفاقات خطيرة وحكم إشكالي في اتخاذ القرارات".

ويبدي ديسكين تفهمه لعدم ثقة سكان "مستوطنات غلاف غزة" في القرار بسحب قوات الجيش منها.

ويختتم بالقول "في هذه الأيام بالذات، في فترة الانتخابات علينا مطالبة المنتخبين، وخصوصا من يفاخرون بخبرتهم الأمنية بتقديم الحساب في هذه المسألة. ويهدد الكثيرون من سكان هذه المستوطنات (35 مستوطنة) بالرحيل الجماعي عنها لفقدانهم الأمن فيها.