رئيس مركز القدس الدولي الدكتور حسن خاطر

حذر رئيس مركز القدس الدولي الدكتور حسن خاطر، أمس السبت، من خطورة الاستيطان الذي بات يهدد عروبة وإسلامية القدس .

وأضاف خاطر، إنَّ "مرور ما يقرب من نصف قرن من الزمن على سقوط القدس في قبضة الاحتلال، أدت الى حصول تغييرات جذرية عميقة طالت كل شيء في المدينة، إلا أنَّ الشيء الاساسي الوحيد الذي لم يتطور ولم يتغير هو سياسة الدفاع عن القدس التي بقيت تراوح مكانها".

وأوضح أنَّ "نسبة اليهود في الجزء الشرقي قبل عام 1967م كانت تقارب 0 في المائة، وكانت نسبة الفلسطينيين حينها تقارب 100 في المائة، أما اليوم فنسبة المستوطنين أصبحت تتجاوز الـ 50 في المائة".
 
وبيّن أنَّ الاحتلال نجح بوضع يده على ما يقارب 89 في المائة من مجمل أراضي القدس ولم يتبق اليوم للمقدسيين سوى 11 في المائة فقط، لافتًا أنَّ هذا التسارع  الهائل في التهويد، لم يواكبه تغيير يذكر في أشكال وأساليب المقاومة التي خلفت خطابًا إعلاميًا عاطفي ما زال في معظمه عاجزًا عن تجاوز الذات، وأسيرًا للتكرار والاجترار وكأنه بحق "أسطوانة مشروخة".

وكشف خاطر، إنَّ الإحتلال الإسرائيلي نجح في وضع خطتين استراتيجيتين أساسيتين لتهويد القدس، تمتد كل منهما لـ20 عامًا إلى الأـمام، الخطة الأولى أعلن عنها عام 2000م وتمتد الى العام 2020، وهى التي تعرف في الإعلام بـ "عشرين عشرين".
 
وذكر أنَّ الخطة الثانية التي تعتبر تطوير للأولى،  وبدأ الإعلان عنها في 2010 وتمتد الى عام 2030 وتعرف بـ"عشرين ثلاثين"، مضيفًا  أنَّه بموجب ذلك كان الاحتلال ولا زال يعرف ما يجب عليه فعله في صبيحة كل يوم  على مدار الـ20 عامًا، في حين أننا كنا وما زلنا نقاوم هذه المخططات والمشاريع بمواقف عاطفية ضحلة، وخطابات إعلامية سطحية ،ولم نفلح في وضع النقاط على الحروف في أي مسألة من المسائل التي تكشّفت عنها أطماع الاحتلال ومخطاته.

ونوْه رئيس مركز القدس الدولي،  أنّه بدون جسم مؤسسي فلسطيني مستقّل، لا يمكن صياغة موقف عربي وإسلامي فاعل لنصرة القدس والمقدسات، مشيرًا الى أن الإضمحلال والتلاشي في الموقف العربي والاسلامي إزاء القدس في السنوات الأخيرة سببه الرئيسي استمرار حالة الانقسام الداخلي وغياب الموقف الفلسطيني الموحد والقادر على القيادة والتأثير في هذه القضية الجوهرية.

وناشد خاطر القيادة الفلسطينية، بما فيها كل الفصائل والقوى والمؤسسات الوطنية وعلى رأسها المجلسين الوطني والتشريعي، بضرورة الأسراع بالخروج من حالة الأنقسام والعمل الفوري على بلورة موقف فلسطيني رسمي وشعبي واضح وحازم من قضية القدس.
 
وطالب، بضرورة توضيح الأدوار، ابتداءً من تبيان تفاصيل الدور الفلسطيني، وصولًا إلى تحديد الخطوات العامة لكل من الدور العربي والإسلامي وكذلك الدولي، ثمّ العمل الدؤوب والمسؤول لتنفيذ تفاصيل مثل هذه الرؤيا على مدار خمس سنوات مقبلة على الأقل، لأنَّه من غير المعقول ولا المقبول أن يمتلك الاحتلال رؤية واضحة للتهويد تمتد على مدار الـ20 عامًا، في حين نستمر في المواجهة الارتجالية دون أي رؤية  لسنة واحدة.

وقال خاطر، أن اتهام الموقف العربي والإسلامي بالتقصير في موضوع القدس لا طائل منه رغم أنه يعبر عن جزء مهم من الحقيقة، لأن المسؤولية الكبرى تقع أولًا على عاتق الموقف الفلسطيني العاجز والضعيف والذي يكاد أن يلفظ أنفاسه في ظل استمرار حالة الانقسام والنزاع الداخلي .