عمان – صدام الملكاوي
جاءت زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، إلى الأردن، الأحد، لطي خلافات نشبت بين الحكومتين أخيرًا، على خلفية توجه الفلسطينيين لمجلس الأمن بقرار لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عبر الأردن من دون تنسيق بين الطرفين.
وفشل مجلس الأمن في تمرير مشروع القرار الذي تقدم به الأردن، بعد أنَّ حصل على تأييد 8 دول فقط وامتناع خمس دول عن التصويت، فيما عارضته الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا.
وذكرت مصادر حكومية أردنية إلى "فلسطين اليوم" : "الأردن عبر عن غضبه أخيرًا عن طريق اتصالات أجراها وزير الخارجية ناصر جودة مع المسؤولين الفلسطينيين لعدم التنسيق مع الأردن قبل الإعلان عن تقديم القرار".
وجاء الخلاف بعد إعلان رئيس ملف المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات أنَّ الفلسطينيين سيتوجهون بالقرار إلى مجلس الأمن عبر الأردن، دون تنسيق أو معرفة الأردن إلا من وسائل الإعلام، الأمر الذي اعتبرته الخارجية الأردنية عملاً غير مهنيًا، بحسب المصادر.
وأوضحت المصادر ذاتها أنَّ الحمدلله اعتذر للأردن وأكد أنَّ الرئاسة الفلسطينية ستضع المملكة داخل صورة أيّة مفاوضات وأيّة قرارات تتخذها فيما يخص الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقًا للمصادر، طالب الحمدلله من الأردن التدخل لمنع إسرائيل من تجميد تحويل 125 مليون دولار من المقاصة المستحقة لصالح الفلسطينيين عن الشهر الماضي.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلت عن مسؤول إسرائيلي، لم تحدد اسمه، إنَّ الحكومة الإسرائيلية قررت تجميد تحويل 125 مليون دولار من المقاصة المستحقة لصالح الفلسطينيين عن الشهر الماضي.
وبرر المسؤول للصحيفة، سبب هذا التجميد، بتوقيع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على الانضمام إلى 20 منظمة دولية، الخميس الماضي، من بينها محكمة الجنايات الدولية، والتي تمكن الفلسطينيين من مقاضاة إسرائيل على الجرائم المرتكبة بحق المواطنين الفلسطينيين.
وتعد إيرادات المقاصة الشهرية، والبالغ متوسط قيمتها نحو 175 مليون دولار، أحد ركائز إيرادات الحكومة المالية والعمود الفقري لها.
والتقى الحمد الله نظيره الأردني عبدالله النسور في العاصمة الأردنية عمان، وبحث معه عدداً من القضايا؛ أبرزها ما يتعلق بعدم نجاح مشروع القرار العربي في مجلس الأمن بشان إنهاء الاحتلال الاسرائيلي، بحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
وذكر الحمد الله، خلال اللقاء، أنَّ أيّة مفاوضات تتخذ من قِبل الجانب الفلسطيني بشأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ستتم بالتشاور والتنسيق مع الأردن.
وذكرت "بترا" أنَّ رئيسي وزراء البلدين بحثا القرار الإسرائيلي المتعلق بتجميد تحويل العائدات الشهرية لأموال الضرائب للفلسطينيين وانعكاسات هذا القرار على الشعب الفلسطيني، كما بحثا الأوضاع في غزة وسبل تقديم المساعدة لسكانها.
وأشارت الوكالة إلى أنَّ الحمد الله نقل رسالة شكر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الملك الأردني عبدالله الثاني لجهوده الدؤوبة في دعم القضية الفلسطينية والقدس على وجه الخصوص.
وأكد الحمد الله، بحسب الوكالة ذاتها، عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين، واعتزازه بهذه العلاقات وبمستوى التعاون القائم بين الجانبين، مشددًا على أنَّ الأردن هو العمق الاستراتيجي لفلسطين.
من جهته، أكد النسور موقف بلاده الثابت في دعم القضية الفلسطينية وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، لافتًا إلى أنَّ القضية الفلسطينية تقع في مقدمة أولويات سياسة الأردن الذي لن يتوانى عن تقديم الدعم والمساندة للقضية وللشعب الفلسطيني الشقيق.