رام الله – وليد أبو سرحان
يتعرض المرضى الفلسطينيون، من غزة، الذين يتلقون العلاج في مشافي الضفة الغربية والقدس الشرقية، أو حتى إلى المشافي الإسرائيلية، للابتزاز والتحقيق معهم، من طرف المخابرات الإسرائيلية، بحثًا عن معلومات في شأن الجنود الذين فقدوا أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وأوضحت المصادر أنّ "ضباط المخابرات الإسرائيلية يخضعون المرضى الآتين من غزة لجلسات تحقيق مطولة، بهدف الحصول على معلومات عن مصير جنديين إسرائيليين، تعتقد مخابرات الاحتلال بأنهم أسرى إحياء عند كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس".
وكشف بعض المرضى أنهم "تعرضوا لتحقيقات من طرف مخابرات الاحتلال، التي تعتقد بأن الجنديين المفقودين في قطاع غزة، ما زالا أحياء".
وأشارت المصادر الفلسطينية إلى أنّ "التحقيقات لم تقتصر على المرضى رغم أوضاعهم الصحية الصعبة، بل طال المرافقين معهم، وذلك أثناء اجتيازهم معبر بيت حانون (إيرز)، للوصول للضفة الغربية، أو القدس الشرقية أو الأراضي المحتلة عام 1948".
وأكّد شهود عيان، رفضوا الكشف عن هويتهم خشية تعرضهم للاعتقال من طرف جيش الاحتلال، وبعضهم تجار ومرضى، أنّ "إسرائيل تركز في تحقيقاتها مع سكان مدينتي رفح وغزة، لمعرفة مكان احتجاز الضابط هدار غولدن، والجندي شاؤول آرون، اللذين اختفت آثارهما أثناء الحرب الأخيرة على القطاع".
وأبرزوا أنّ أسئلة ضباط التحقيق الإسرائيليين، تشير بوضوح إلى أنهم يعتقدون أن غولدن، وآرون، أحياء.
ولفت محمد، وهو اسم مستعار لمريض من مدينة رفح، أنّه "فوجئ باحتجازه على معبر إيريز لأكثر من نصف ساعة، تخللتها أسئلة من طرف الجيش الإسرائيلي عن مصير ومكان احتجاز الجندي هدار غولدن".
وأضاف المريض "الجيش الإسرائيلي يحاول الحصول من المرضى، ومرافقيهم على معلومات عن الجنود المفقودين".
أما حسن، وهو اسم مستعار أيضًا لمريض من مدينة غزة، فيقول أنّ "المحققين الإسرائيليين، يبذلون جهودًا مكثفة بهدف الحصول على أيّة معلومات في شأن مكان احتجاز جنودها المفقودين في غزة".
وأكّد حسن، أن ضابطًا من الجيش الإسرائيلي سأله عن مكان الجندي شاؤول آرون، والأحاديث التي يتم تداولها بين الفلسطينيين في قطاع غزة إزاء هذه القضية.
وأضاف "سألني المحقق عن ما أسمعه من عامة الناس بشأن الجنود، وهل هم أحياء أم أموات، وأين يحتجزون".
ويذكر أنه أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، أعلنت كتائب "القسام" في 20 تموز/ يوليو الماضي، عن خطفها شاؤول آرون، أثناء تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة.
وبعد يومين، اعترف جيش الاحتلال بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي "حماس".
وتتهم إسرائيل حركة "حماس" باحتجاز جثة ضابط آخر هدار غولدن، قُتل في اشتباك مسلح شرق مدينة رفح، في 1 آب/ أغسطس الماضي، وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفيه.