غزة – محمد حبيب
عقدت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، مساء الأثنين، اجتماعًا قياديًا، بحثت فيه الأوضاع الفلسطينية الجارية.
وعبّرت الجبهتان عن قلقهما البالغ للأوضاع الكارثية التي يعيشها قطاع غزة ومخاطر تفاقم الأزمات وعلى جميع الأصعدة، كما ناقشت تطورات القضية الوطنية الفلسطينية.
ودعت الجبهتان، في بيان وصل "فلسطين اليوم"، إلى معالجة أزمة انقطاع الكهرباء لتأثيراتها البالغة على المواطنين في قطاع غزة، معتبرة أن الأزمة ناجمة من التجاذبات والمناكفات بين طرفي الانقسام.
وطالبت الجبهتان "الشعبية" و"الديموقراطية" بتشكيل لجنة وطنية عليا من الوزارات والقوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني لتتولى الإشراف على مشروع إعادة الإعمار، وإبعاده عن تداعيات الانقسام والتجاذبات الثنائية.
ودعت الجبهتان إلى حوار فلسطيني مصري لوضع الأسس الضرورية لضمان مصالح الطرفين معًا، وإعادة فتح معبر رفح بشكل دائم، وتطوير وظيفته.
وناشدت الجبهتان "الشعبية" و"الديموقراطية" الحكومة بالشروع في بناء جبهة مقاومة وطنية متحدة في غرفة عمليات مشتركة ومرجعية سياسية موحدة بيدها قرار الحرب وقرار السلم بما يتعلق في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي.
كما تهدف الغرفة إلى مناقشة العوائق التي تعطل عمل الحكومة الفلسطينية وإعادة تنظيم المعابر بما فيها معبر رفح، وحل قضايا الموظفين.
وشددت الجبهتان "الشعبية" و"الديموقراطية" خلال الاجتماع، على ضرورة تفعيل دور الوفد الفلسطيني الموحد للمفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي لاستكمال بحث الملفات العالقة.
ورحبت الجبهتان بالتوقيع على الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية والذي تأخر عامين باعتباره تجسيدًا للإرادة الوطنية ولمواقف الإجماع الوطني.
وأكدت الجبهتان "الشعبية" و"الديموقراطية" -خلال اجتماعهما- أن قيمة هذه الخطوة تتوقف على تفعيلها محاكمة الاحتلال وقادة العدو على ما ارتكبوه من جرائم حرب ضد الإنسانية بحق الشعب.
وأشارت الجبهتان إلى الرد على القرصنة الإسرائيلية بمنع تحويل أموال المقاصة، بوقف التنسيق الأمني والعمل باتفاق باريس الاقتصادي والمقاطعة الشاملة للمنتجات الإسرائيلية.
وحذرت الجبهتان من مخاطر إعادة المشروع إلى مجلس الأمن، واصفة إياه بـ"الهابط عن الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية"، مطالبتين بإعادته إلى اللجنة التنفيذية لـ" م. ت. ف" لصياغة مشروع جديد.
وأضافت الجبهتان أن المشروع الجديد يجب أن يكون مبني على اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين على حدود حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194.
وأعلنت الجبهتان رفضهما العودة إلى المفاوضات العبثية وفق الصيغة القديمة للمشروع.
وبيّنت الجبهتان ضرورة تعميم ظاهرة لجان "الدفاع عن الأرض والتصدي للاستيطان" في الضفة والقدس والشريط العازل في القطاع.
وطالبت الجبهتان بوقف تهميش المؤسسات الشرعية الفلسطينية وسياسة التفرد والاستفراد الضارة، وإعادة الاعتبار للشرعية القانونية الفلسطينية.
ودعت الجبهتان إلى حوار وطني جاد ومسؤول عبر القيادة الوطنية العليا لمنظمة التحرير لإزالة العقبات من طريق إنهاء الانقسام المدمر، وتطبيق اتفاق الحوار الوطني الشامل وللاتفاق على استراتيجية وطنية بديلة، تجمع بين العمل السياسي والمقاومة.
وختمت الجبهتان "الشعبية" و"الديمقراطية" بيانهما بالتأكيد على تحشيد أوسع الطاقات، واعتماد الضغط الشعبي الديمقراطي السلمي والوطني سبيلًا للخروج من هذه الأزمات، مطالبتين الفئات المتضررة من العدوان والحصار بتنظيم أنفسهم وتحركاتهم الشعبية للدفاع عن مصالحهم وقضاياهم.