جيش الاحتلال الإسرائيلي

اتهمت منظمة حقوقية دولية، جيش الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة خرق اتفاق التهدئة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مسجلة أكثر من 160 انتهاكًا ارتكبتها قوات الاحتلال معظمها بحق الصيادين في عرض البحر الأبيض المتوسط.

وأعلنت الجمعية الدولية للحقوق والتنمية، التي تتخذ من روما مقرًا رئيسًا لها، إنه وبعد مرور أربعة أشهر على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية في 26 آب/ أغسطس 2014، سجّلت عشرات الحوادث حول انتهاكات جيش الاحتلال للتهدئة، وذلك عقب العدوان الأخير على قطاع الذي راح ضحيته 2,147 شهيدًا، و 10,870 جريحًا.

وكشف تقرير شامل أصدرته المنظمة الحقوقية، السبت، بشأن الانتهاكات الإسرائيلية للتهدئة، والتي وثقتها في الفترة الممتدة من 26 آب/ أغسطس 2014 حتى 26 كانون الأول/ ديسمبر 2014، أنَّ قوات الاحتلال ارتكبت 162 حادثة انتهاك للتهدئة، منها 108، انتهاكات بحق الصيادين الفلسطينيين، كان منها 53 حادثة إطلاق نار على الصيادين وقواربهم، أدت إلى إصابة 11 صيادًا، و9 حوادث مطاردة للقوارب، أدت إلى اعتقال 31 صيادًا في عرض البحر، و16 حادثة احتجاز ومصادرة لقوارب الصيادين، فيما بلغت عدد حوادث إغراق وتدمير وإحراق القوارب 12 حادثة، وكانت حوادث منع الصيادين من الإبحار 7 حوادث.

وأوضح التقرير أنَّ هناك ارتفاع ملحوظ في حالات الاعتداء على صيادي قطاع غزة، والتي تتابعها المنظمة بقلق كبير، مستنكرة في الوقت ذاته الاعتداء غير المبرر عليهم، وهو ما يُعرض حياتهم للخطر، ويهدد سلامتهم وسلامة زوارقهم ومعداتهم، والتي فيما بدا أنها اعتداءات ممنهجة تتعمدها السلطات الإسرائيلية لتدمير قطاع الصيد البحري في غزة، وتكبيده خسائر إضافية، إلى جانب تكريس الحصار البحري، وذلك خلافًا لما تم التوافق عليه ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار.

ووثقت المنظمة، 8 حوادث لعمليات تجريف وتوغل للآليات العسكرية الإسرائيلية في أراضي المواطنين تركزت معظمها شرق مدينة خانيونس، إضافة إلى توثيقها 29 حادثة إطلاق نار على المزارعين والأراضي الزراعية خصوصًا شمال القطاع، أدت لإصابة مُزارِعَين بجراح، إلى جانب ذلك وثقت المنظمة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على المواطنين على حدود القطاع أدت لإصابة 7 مواطنين، و5 حوادث إطلاق نار على صيادي الطيور شمال قطاع غزة، أدت لإصابة صياد واحد بجروح متوسطة، وحادثتا قتل على الحدود الشرقية للقطاع.

وفي المقابل، سجّلت حادثتي إطلاق صواريخ من قطاع غزة على المستوطنات المحاذية للقطاع، وحادثة إصابة لجندي من جيش الاحتلال على الحدود الشرقية لقطاع غزة، حيث أفادت مصادر عبرية بأنه أصيب بعد أن أطلق قناص فلسطيني النار عليه على السياج الأمني شرقي خانيونس.

وأوضح مسؤول منطقة الشرق الأوسط في المنظمة الدولية جوزيف الصايغ، أنَّ المنظمة تتابع بقلق بالغ إقدام السلطات الإسرائيلية على خرق تفاهم التهدئة مع الفلسطينيين، الأمر الذي قد يؤدي إلى تطورات سلبية في المنطقة، مؤكدًا أنَّ تلك الخروقات تمثل انتهاكًا لكل المواثيق والمعاهدات الدولية، التي كفلت حق العمل وحرية التنقل والحركة، وأولت حماية خاصة للمدنيين وأصحاب الحرف، محذرًا من خطورة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، داعيًا إلى تدخل فوري وعاجل من المجتمع الدولي، لإلزام السلطات الإسرائيلية باحترام الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني.

وطالبت المنظمة الدولية، في نهاية تقريرها، السلطات الإسرائيلية، بضرورة العمل على وقف انتهاكات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والالتزام بما تم الاتفاق عليه، بما في ذلك فتح المعابر الحدودية مع غزة للسماح بتدفق البضائع والمساعدات الإنسانية ومعدات إعادة الإعمار إلى القطاع، والالتزام بتضييق المنطقة الأمنية العازلة داخل حدود قطاع غزة إلى 100 متر، والسماح بنطاق صيد بحري قبالة ساحل غزة إلى ستة أميال، محذرة في الوقت ذاته من دخول قطاع غزة في مرحلة جديدة من المواجهة والعنف، بعد تكرار الانتهاكات الإسرائيلية للتهدئة التي أبرمت منذ أربعة أشهر، داعيةً جميع الأطراف لاحترام وقف إطلاق النار في القطاع.