غزة – محمد حبيب
صرَّح رئيس مؤتمر الجراحة الفلسطيني التركي الأول في فلسطين الدكتور صبحي سكيك، بأنَّ انعقاد المؤتمر في قطاع غزة المحاصرة دوليًا وإقليميًا وداخليًا والإغلاق الكامل للمعابر، في ظل ما نتج عن العدوان الأخير من جرحي وإعاقات، يعد فرصة نوعية لنقل الخبرات بين الجراحيين والتواصل والإطلاع على كل ما هو جديد في فروع التخصصات الجراحية وجراحة المناظير وجراحة زراعة الأعضاء البشرية.
وأكد سكيك في بيان صادر عن وزارة الصحة، أنَّ رسالة المؤتمر هدفها ربط الجراحين في فلسطين مع الجراحين داخل وخارج فلسطين، مشيرًا إلى أنَّ أهداف المؤتمر تأتي في إطار خلق نوع من التواصل بين الجراحيين، لاسيما أنَّ لغة الطب موحدة للعالم بأسره وكذلك إظهار الجراحات المختلفة التي تجري في فلسطين ومقارنتها بما يجري في الخارج.
وأضاف: إنَّ النتائج المتوقعة من المؤتمر أن يكون هناك تقييم إيجابي لطبيعة ما تم من جراحات متميزة داخل الوطن والاستفادة من التقييم في تحسين الأداء وإدخال ما هوة جديد ومفيد وممكن إلى مستشفياتنا لخدمة مرضانا لما يستحقوه من أفضل وأحدث خدمة صحية.
وأشار إلى أنَّ المؤتمر يهدف إلى تحفيز الجراحيين لإجراء البحوث العلمية، خصوصًا أنَّه يوجد لدينا في المستشفيات مصادر كثيرة للبحث فيما يتعلق بطبيعة الجراحات، وتقييم نتائج الحروب الثلاث على قطاع غزة، لاسيما العدوان الأخير والذي استمر لمدة 51 يومًا، حيث قدمت الأبحاث والأوراق العلمية عن الحروب السابقة.
ودعا مدير مستشفى الجراحة ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور مروان أبو سعدة، كل أطباء الجراحة إلى الإسهام بتقديم وعرض انجازاتهم الطبية في هذا المحفل الطبي الوطني الذي يعتبر رسالة لكسر الحصار العلمي الطبي عن غزة واثبات مدى قدرة الكادر الوطني على تقديم الإبداعات الطبية في مجال الجراحات التخصصية، كون الكوادر الفلسطينية عملت وقدمت في أصعب الظروف المهنية التي يمكن العمل بها نتيجة نقص الإمكانات والتجهيزات الطبية والاعتداءات المستمرة على القطاع.
وأبرز أبو سعدة أنَّ مجموع ما وصل من أوراق علمية للمشاركة في المؤتمر بلغ 45 ورقة علمية تشارك للمرة الأولى في هذا المؤتمر في مجالات الجراحة المتعددة معتبرا إياها إضافة نوعية في العمل الطبي في فلسطين والعمل البحثي على وجه الخصوص.
وبيَّن حول مستشفى الجراحة، أنَّ المستشفى من العناوين الرئيسية في العمل الطبي في غزة لما يضمه من تخصصات مميزة استطاعت أن تضيف الجديد في مجال الجراحات التخصصية مثل جراحات القلب المفتوح وجراحات العظام وخصوصا جراحات العمود الفقري وجراحات ترميم العظام للإطراف.
ونوَّه بأنَّ جراحة المناظير أيضًا شهدت تطورا ملحوظا مثل عمليات فتق الحجاب الحاجز واستئصال الطحال وعمليات القولون بالمنظار وجراحة المسالك البولية وجراحة الأطفال والأعصاب والأوعية الدموية , مشيرًا إلى الانجاز الذي حقق في برنامج زراعة الكلى ضمن برنامج وطني متسلسل، حيث تم زراعة 15 حالة بنجاح كبير وأن الفترة القليلة المقبلة ستشهد زراعة 5 حالات جديدة وهناك توجه لابتعاث اثنين من الأطباء للالتحاق ببرنامج تدريبي لزراعة الكلى في مستشفى جامعة ليفربول في بريطانيا.
ولفت أبو سعدة إلى الخدمات الكبيرة التي قدمتها مستشفى الجراحة خلال الحرب الأخيرة من خلال التعامل مع مختلف الحالات الخطيرة وإجراء عمليات بالغة التعقيد.
واستعرض أبرز المعيقات التي تواجه العمل في مستشفى الجراحة لكبر حجم العمل بالمستشفى مع قلة عدد غرف العمليات وعدد الآسرة, وازدياد قوائم انتظار العمليات حتى 2017, مشيرًا إلى أنَّ افتتاح مبنى الجراحات التخصصية الجديد سيمكن من تطوير العمل والتغلب على المشاكل.
وتطرق إلى الوفود الطبية التي استقبلها المستشفى خلال الفترة الماضية من مختلف التخصصات في جراحة الأوعية الدموية والجهاز الهضمي والمناظير والتجميل وجراحة الأطفال من أميركا وبريطانيا واستراليا وفرنسا والأردن ومصر, الأمر الذي أسهم وبشكل كبير في خفض قوائم التحويلات للعلاج بالخارج.