غزة – علياء بدر
أكد وكيل مساعد وزارة الثقافة في غزة، سمير مطير، الإثنين، أن الوزارة تعمل وفق رؤية وطنية، في محاولة لجمع كل أطياف الشعب الفلسطيني، بعيدًا عن التجاذبات السياسية، وتقديم صورة حضارية تليق بالشعب الفلسطيني، الذي يناضل من أجل نيل حريته، والتحرر من الاحتلال الإسرائيلي. جاء ذلك خلال استقبال "مطير" وفدًا من حركة "المبادرة الوطنية الفلسطينية"، وضم الوفد الدكتور عائد ياغي، مسؤول المبادرة في قطاع غزة، ومصطفى عابد، ومحمد العرعير، مدير عام العلاقات والمشاريع في الوزارة، ووسام أبو شمالة، مدير عام التنمية الثقافية، وعارف بكر، مدير عام الصندوق الثقافي.
ورحب "مطير" بالوفد الزائر، معبرًا عن سعادته بهذه الزيارة، وتحدث حول عمل وزارة الثقافة ونشاطاتها، وسعيها إلى النهوض بالمشهد الثقافي الفلسطيني.
واستعرض البرامج والمشاريع التي تنفذها وزارة الثقافة، وأبرزها البرنامج الوطني لتعزيز السلوك القيمي في المجتمع الفلسطيني، والبرنامج الوطني لمقاطعة الاحتلال "قاوم بالمقاطعة"، والذي تسعى من خلاله الوزارة إلى تعزيز ثقافة مقاطعة الاحتلال، لدى المجتمع الفلسطيني.
كما تم، خلال اللقاء، بحث سُبل تعزيز التعاون المشترك بين الوزارة والمبادرة، للمساهمة في تعزيز ثقافة المقاطعة، لدى شرائح المجتمع الفلسطيني كافة.
وفي سياق متصل، نظمت وزارة الثقافة، بالتعاون مع فريق "مثابرون للعطاء"، ومدرسة سنابل للتربية الخاصة، لقاءً ترفيهيًا للأطفال المصابين بمتلازمة "داون"، وذلك ضمن فعاليات مبادرة "نادوني باسمي"، التي تسعى من خلالها لدعم مرضى متلازمة "داون"، ورفع مستوى وعي المجتمع الفلسطيني بهذا المرض، والحقوق الإنسانية للمصابين به، وطريقة التعامل معهم، وسبل دمجهم في المجتمع.
وحضر اللقاء الترفيهي، الذي أقيم في مقر مدرسة سنابل للتربية الخاصة، في مدينة غزة، عاطف عسقول، مدير عام الفنون والتراث في الوزارة، ووسام أبو شمالة، مدير عام التنمية الثقافية، وأحلام الشاعر، مدير وحدة الفنون والمسرح، وتوفيق الجليس، مدير فريق "مثابرون للعطاء"، ولفيف من الأطفال المصابين بمرض متلازمة "داون"، وعائلاتهم.
وخلال كلمته، أكد "عسقول" أن هذه الفعالية تسعى لرسم البسمة على شفاه الأطفال المصابين بمرض متلازمة "داون"، وتسليط الضوء على معاناتهم، وحقوقهم الإنسانية، وذلك في إطار السعي لتفعيل دور المجتمع التوعوي والثقافي، تجاه هذه الفئة. وأضاف أن هذه الفعالية الترفيهية تحمل رسالة مهمة، مفادها أن الشعب الفلسطيني، رغم الحصار والحروب والآلام، يولي اهتمامًا خاصًا لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك انطلاقًا من تعاليم الدين الإسلامي، وقيمه السامية، وعادات وتقاليد الشعب الفلسطيني الأصيلة. وتوجه بالشكر لمتطوعي فريق "مثابرون للعطاء"، وإدارة مدرسة سنابل للتربية الخاصة، على جهودهم في إنجاح هذه الفعالية.
ومن جانبه، أوضح "الجليس" أن مبادرة "نادوني باسمي" تسعى إلى تسليط الضوء على شريحة المصابين بمتلازمة "داون"، لتغيير سلوك المجتمع نحوهم، وإعطائهم الحق في العيش بحرية، ومساعدتهم، ودمجهم في المجتمع. وأشار إلى قلة عدد المؤسسات المتخصصة في رعاية المصابين بمتلازمة "داون" في قطاع غزة، ما يشكل عائقًا كبيرًا، ومشكلة، لدى الكثير من هؤلاء المرضى، خاصة وأن الكثير منهم يضطر للتنقل يوميًا من أقصى الجنوب إلى شرق غزة، من أجل الوصول إلى الجمعية الوحيدة المعنية بهم.
وشهد اللقاء مشاركة مميزة للشابة هبة الشرفا، وهي أول حالة متلازمة "داون" تمارس مهنة التعليم، حيث تحدثت عن تجربتها الشخصية، وقدرتها على قهر المرض، والتحول إلى العمل كأخصائية مع الأطفال المصابين بهذا المرض. وتخلل اللقاء العديد من الفقرات الفنية والترفيهية التفاعلية، والمسابقات، بمشاركة الفنان علام السرساوي، وفريق الدمى، وتم توزيع العديد من الهدايا على الأطفال.