غزة – محمد حبيب
اتفق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس المعارضة، يتسحاك هرتسوغ على الموقف السياسي من القدس، وأكدا خلال جلسة خاصة عقدت في الكنيست بمناسبة مرور 48 عاما على احتلال الشطر الشرقي من القدس الذي يسمى إسرائيليًا "توحيد القدس"، على أنها ستبقى "موحدة عاصمة لإسرائيل"، لكن ذلك لم يمنع من جعل "القدس" حلبة مواجهة بينهما.
وأكد نتنياهو أن "القدس الموحدة ستبقى عاصمة لإسرائيل"، وهو الموقف الذي عبر عنها مرات عديدة في اليومين الأخيرين، وهو الموقف الذي يتبناه منذ أن دخل المعترك السياسي.
واعترف في كلمته في الكنيست أن "التوحيد ليس متكاملا وتشوبه المشاكل"، لكنه أكد طلن نعود للوراء"، مضيفًا "لا تبني في القدس لكي تواجه المجتمع الدولي، بل نفعل ذلك بمسؤولية وتعقل لأنه حقنا الطبيعي".
ودعا نتنياهو، رئيس المعارضة يتسحاك هرتسوغ إلى إيضاح موقفه من تقسيم القدس، ومن البناء الاستيطاني في القدس، مستذكرا تصريحاته خلال الحملة الانتخابية حول القدس، مضيفا أن "المدينة لن تقسم ولن تعود لتكون خط مواجهة ومدينة في الكتب"، وتابع "نحن في الشرق الأوسط نعرف من الذي يدخل المنطقة التي يتم إخلاؤها، أمامنا خيار واحد لضمان الطابع الحر للقدس وهي السيادة الإسرائيلية".
وتماثل رئيس المعسكر الصهيوني يتسحاك هرتسوغ مع موقف نتنياهو وأكد أن "القدس لن تقسم ثانية"، لكنه اتهم نتنياهو بأن "سياساته تشكل خطرا على القدس الموحدة".
وذكر هرتسوغ موجها حديثه لنتنياهو أنه "من السهل الإدلاء بتصريحات حول وحدة القدس، لكن التصريحات لا تكفي، وينبغي التقدم بخطوات عملية".
وأضاف "يوجد نوايا جيدة لدى الجميع، نفذ منها الكثير، لكن الواقع يشير إلى أن الوحدة وهمية وليست حقيقية".
وتابع "القدس لن تقسم ثانية أبدا، والخطر الكبير هو التعصب والعمليات المتطرفة من جهة، والعمل ضد التسوية من قبل اليهود، من الجهة الأخرى".
وأردف هرتسوغ أن "سياسة النعامة التي تنتهجها هي التي تفكك القدس. في مناوبتك وبسياستك أنت تواصل تشكيل خطر على وحدة القدس. قد يحقق لك ذلك مكاسب سياسية لكن القدس هي التي تعاني".
وبيّن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أن القدس عاصمة موحدة وأبدية للشعب اليهودي وحده، ويرى في تقسيمها مجرد ذكرى عابرة بالنسبة لليهود".
وأوضح نتنياهو خلال مشاركته في الاحتفال بمرور 48 عامًا على توحيد القدس، والذي جرى في مركز الحاخام في القدس، أن "القدس هي سر وجودنا ولن تُقسم ولن نعطيها للغرباء".
وأضاف "تعيش القدس هذه الأيام في فترة ازدهار كبيرة جدًا ونحن سنواصل البناء وتطويرها وتوسيع أحيائها، ولا يزال لدينا الكثير مما نقوم به، لتحسين كافة أجزاء المدينة من أجل مواطنيها".
وأشار وزير "التعليم" نفتالي بينيت إلى انه "لا يمكن للشعب أن يكون محتلا في أرضه، كل واحد وواحدة منكم يحمل في قلبه تاريخًا عمره ثلاثة آلاف عام، وكل واحد وواحدة منكم هو الوريث ومكمل درب الملك داوود الذي حدد على بعد 300 متر من هنا، القدس كعاصمة أبدية للشعب الإسرائيلي قبل ثلاثة آلاف عام".
وواصل "وكل واحد منكم هو وريث الملك سليمان الذي بنى هنا فوق (في الحرم القدسي) الهيكل، والوريث لمقاتلي الهيكل الثاني ومكمل درب جميع اليهود في الشتات، الذين رددوا طوال ألفي عام ثلاث مرات يوميًا، والى القدس مدينتك ستعود برحمة".
وتابع "كل واحد منكم سيواصل درب مقاتلي 48 الذين دفعوا أرواحهم وحاربوا في البلدة القديمة لكنهم لم يتمكنوا من تحرير المدينة القديمة"، مضيفًا "كل واحد منكم هو أب وجد لأحفاده وذريته للأبد، لأنّ القدس هي لشعب إسرائيل منذ الأزل وإلى أبد الآبدين ولا يمكن للعالم أن يقسم القدس".
وأكد بينيت أن القدس كانت خلال 19 عامًا فقط تحت سيطرة الأردنيين بصورة غير قانونية، مضيفًا أن "كل واحد منكم هو وريث المظليين الذين وقفوا هناك فوق في جبل الهيكل وقالوا أنّ جبل الهيكل تحت سيطرتنا".
وأوضح أن "هذه مسؤوليتنا كعاصمة لنا أن نفعل ذلك، لأنّ العالم لا يفهم بعد، وسيفهم ذلك بفضل القوة العظمى الموجودة هنا، وفي صفوف كل أبناء إسرائيل وعلى كل ولد إسرائيلي أن يقول إذا نسيتك يا قدس فلتنسني يميني، وقريبا في أيامنا سيتمكن اليهود من الصعود للصلاة في جبل الهيكل، لأنّ جبل الهيكل لنا".