الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الاثنين نظيره السوري بشار الاسد في سوتشي بجنوب غرب روسيا قبل يومين من قمة ثلاثية بين روسيا وايران وتركيا تهدف الى البحث عن حل سياسي للازمة في سوريا ويضاعف الرئيس الروسي الداعم الاكبر للنظام السوري، اتصالاته قبل ايام من محادثات جديدة برعاية الامم المتحدة في جنيف بهدف انهاء النزاع الذي قتل فيه 330 الف شخص ونزح ملايين خلال ست سنوات.

ويستقبل بوتين الاربعاء نظيريه التركي رجب طيب اردوغان والايراني حسن روحاني في سوتشي (جنوب غرب) الذي توجه اليه الاسد في اول زيارة له الى روسيا والخارج منذ تشرين الاول/اكتوبر 2015. وكانت الزيارة السابقة جاءت بعد التدخل العسكري الروسي الذي شكل منعطفا حاسما في النزاع وعقد اللقاء بين بوتين والاسد مساء الاثنين لكن لم يعلن عنه قبل صباح الثلاثاء. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالة الانباء الروسية ريا نوفوستي انه استغرق اربع ساعات.

وحسب لقطات بثها التلفزيون، "هنأ" الرئيس الروسي الرئيس الاسد على النتائج التي حققها في مكافحة الارهاب القريب من هزيمة "نهائية"، ورأى انه يجب "الانتقال الى العملية السياسية" وقال بوتين "اريد ان اهنئكم على النتائج التي تحققت في سوريا في مجال مكافحة الارهاب"، مؤكدا ان "هزيمة نهائية وحتمية للارهابيين" باتت قريبة في سوريا. واضاف "حان الوقت للانتقال الى العملية السياسية".

وابلغ الرئيس الروسي الاسد انه سيجري اتصالات الثلاثاء مع نظيره الاميركي دونالد ترامب حول تسوية النزاع السوري وكذلك مع قادة عدد من الدول العربية بينهم امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لاجراء "مشاورات" حول الوضع في سوريا.من جهته، صرح الرئيس السوري "نحن مهتمون في دفع العملية السياسية قدما (...) لا نريد ان ننظر الى الوراء ونحن مستعدون لحوار مع كل الراغبين فعلا في حل سياسي"، حسب تصريحات ترجمت الى الروسية.

عبر الرئيس السوري لنظيره الروسي عن "امتنان الشعب السوري" للمساعدة التي قدمتها روسيا في الدفاع عن "وحدة واستقلال" سوريا.

- العملية "تشارف على الانتهاء" -

كان التدخل العسكري الروسي في سوريا الذي بدأ في 2015 غير الوضع وسمح للجيش السوري خصوصا باستعادة مدينة تدمر الاثرية من تنظيم الدولة الاسلامية وطرد عناصر التنظيم من معقلهم حلب في الشمال.

وطرد الجيش السوري مساء الاحد الجهاديين من البوكمال آخر مدينة كانت تشكل معقلا لتنظيم الدولة الاسلامية الذي خسر كل المناطق التي يسيطر عليها تقريبا وقال فلاديمير بوتين "في ما يتعلق بعملنا المشترك في مكافحة الارهاب في سوريا، هذه العملية تشارف على الانتهاء" وفي الوقت نفسه، ترعى روسيا مع ايران وتركيا، مفاوضات تجري في استانا بين المعارضة السورية والنظام، عقدت سبع جولات هذه السنة.

ونجحت موسكو وطهران حليفتا دمشق وانقرة التي تدعم المعارضة المسلحة السورية في هذا الاطار في اقامة "مناطق لخفض التوتر" في ادلب (شمال غرب) وحمص (وسط) والغوطة الشرقية المتاخمة لدمشق، وكذلك في الجنوب.

 وسمحت هذه الاجراءات بخفض التوتر على الارض لكن موسكو باتت تبحث عن مخرج سياسي للعملية التي تركزت حتى الآن على الجانب العسكري وتلقت المعارضة بفتور المبادرة الروسية الاخيرة لعقد اجتماع بينها وبين النظام، ولم يحدد اي موعد محدد جديد لهذا اللقاء وقد اصطدمت كل محاولات وقف الحرب في سوريا حتى الآن بمصير بشار الاسد. لكن الرئيس السوري الذي يحكم البلاد منذ العام 2000 يبدو ي موقع قوة بعد ان استعاد الجيش الجزء الاكبر من الاراضي السورية من المعارضة المسلحة وتنظيم الدولة الاسلامية.

ورأى الخبير الروسي ازدار كورتوف ان زيارة بشار الاسد الى روسيا تدل على "اهمية ابلاغ الكرملين بموقف السلطات السورية في ما يتعلق بالتسوية المستقبلية (للنزاع) في سوريا وانه (الاسد) مهتم بالقمة المقبلة (لبوتين) مع الرئيسين الايراني والتركي".

 واضاف "من غير المرجح ان يكون ذلك تعبيرا عن الدعم السياسي من قبل الكرملين للاسد، فذلك يمكن ان يتم بوسائل اخرى"، مشيرا الى ان "مرحلة الحرب المفتوحة في النزاع السوري ستنتهي قريبا وستصبح مسألة الحل السياسي محلة اكثر من اي وقت مضى".

وتابع ان "الامر يتعلق قبل كل شيء بمناقشة المواقف لا سيما ان قضايا عدة تراكمت لا يمكن حلها في العلن". وذكر خصوصا الاكراد الذين يسيطرون على جزء من شمال سوريا على الرغم من استياء انقرة.

من جهته، رأى وقال تيمور احمدوف الخبير في المجلس الروسي للشؤون الخارجية الذي يوجد مقره في انقرة انه بالنسبة لتركيا فان "الاحتفاظ بدور لها في مفاوضات سياسية مستقبلية مسألة اهم من مغادرة الاسد السلطة".

وبانتظار ذلك تعقد مختلف فصائل المعارضة السورية اعتبارا من الاربعاء اجتماعا في الرياض بدعوة من السعودية التي ترعى الهيئة العليا للمفاوضات.

وهدف هذا الاجتماع هو توحيد مواقف المعارضة قبل استئناف مفاوضات جنيف في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، التي يفترض ان تتركز على صياغة دستور جديد واجراء انتخابات.