القدس - فلسطين اليوم
تتعرض مدينة القدس منذ سقوطها في قبضة الاحتلال "الإسرائيلي"، لأعتى حملات التهويد، وذلك من خلال مخططات مشبوهة، تحمل في ظاهرها أشكالًا فنية أو ثقافية، وفي باطنها تحمل شكلًا واحدًا يهدف إلى تغيير وضرب معالم المدينة العربية، وتشويه تاريخها العريق، كما يحدث هذه الأيام من خلال ما يسمى بـ "مهرجان الأنوار" التهويدي.
وحذر مراقبون من الحرب التي يخوضها الاحتلال "الإسرائيلي" على الرواية والتاريخ العربي والإسلامي لمدينة القدس، والتي تستهدف في الأساس الفكر والعقل المقدسي والفلسطيني وحتى العربي والمسلم أينما وُجد، وذلك -وفق مراقبين – بعد فشل الحرب التي خيضت مع الحجر وجذوره الضاربة في الأرض العربية.
ومن أبرز أشكال التهويد "العصرية" التي يلجأ إليها الاحتلال في القدس لتمرير روايته الباطلة، كان مهرجان "الأنوار" الذي استهدف أسوار البلدة القديمة وأبرز المعالم التاريخية فيها، وذلك من خلال عروض ورسومات فنية مصممة من الضوء، تنعكس على الأسوار لتكون بمثابة لوحة فنية تحاكي الحقيقة.
وغالبًا ما تحمل هذه الانعكاسات الضوئية أشكالًا ورسومات مستوحاة من "التاريخ والتراث اليهودي" يُعبّر عنها من خلال رموز دينية أو كتابات، كما بدا واضحًا من خلال الانعكاسات التي غطّت باب العمود – أحد أبرز مداخل البلدة القديمة – وتضمنت ما تسمى بـ "نجمة داوود" في أكثر من موضع، إلى جانب كتابات باللغة العبرية لأسماء أطفال يهود في مرحلة الابتدائية – بحسب اللوحات – إلى جانب عبارة " بوابة الأشباح " التي كتبت باللغة الإنجليزية.
وتعمد القائمون على المهرجان التهويدي وضع انعكاس ضوئي يحمل شعار "نجمة داوود" على ما يسمى جسر "الجيتارة" الشهير، والذي يقع في غربي القدس المحتلة ويمكن مشاهدتها من مسافة بعيدة وهي تضيء سماء المدينة.
وأوضح الباحث في مركز الدراسات المعاصرة الدكتور حسن صنع الله أن الاحتلال يحاول من خلال هذه المساعي أن يظهر للرأي العام المحلي والعالمي بأن هناك ما يسمى "تاريخ الشعب اليهودي" في مدينة القدس وارتباط كامل بينهما، مؤكدًا في الوقت ذاته أن السياق التاريخي والأثري أثبت بالدليل القسري أنه ليس هنالك ما يربط الشعب اليهودي بمدينة القدس.
ولفت صنع الله إلى أن الاحتلال "الإسرائيلي" يحاول دائمًا أن يؤسس له تاريخًا مزورًا من خلال المباني والحفريات التي ينفذها في مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي يندرج ضمن مخططات التهويد وضرب الهوية العربية والإسلامية، داعيًا العالم الإسلامي والعربي إلى النظر لهذه المحاولات بعين الخطورة البالغة قبل فوات الأوان.
ويشار الى أن بلدية الاحتلال في القدس إلى جانب أذرع في المؤسسة "الإسرائيلية"، أعلنت مساء الأربعاء عن انطلاق فعاليات ما يسمى "مهرجان الأنوار" التهويدي الذي سيستمر حتى الـ 11 من الشهر الجاري.