البندقية - أ ف ب
بعدما "تقمص" شخصية عالم الفيزياء الفلكية ستيفن هوكينغ ببراعة، يؤدي الممثل البريطاني ايدي ريدماين دور احد رواد عمليات التحول الجنسي في فيلم "ذي دينيش غيرل" احد الافلام التي كانت مرتقبة جدا في مهرجان البندقية.
تدور احداث الفيلم في الدنمارك، الا ان الرسام الدنماركي اينار فيغينير يتحول الى ليلي البه في دريسدن (المانيا) ليصبح بذلك من اوائل الاشخاص المعروفين في العالم الذين خضعوا لعملية لتغيير جنسهم. وهو كان يقول "هذا ليس جسمي. اريد ان اتخلص منه".
وقد اخرج الفيلم توم هوبر الحائز عدة جوائز اوسكار عن فيلم "ذي كينغز سبيتش". وقد عرض "ذي دينيش غيرل" للمرة الاولى في مهرجان البندقية السينمائي السبت.
وفي الفيلم المقتبس عن رواية تحمل العنوان نفسه لديفيد ارشوف (2000) وتستند الى قصة حقيقية، اتى قرار اينار/ليلي القيام بهذه العملية غير المسبوقة والتي دونها مخاطر كثيرة لتغيير الجنس، نتيجة مسار طويل بدأ في العشرينات.
وكان اينار رساما معروفا بمشاهده في كوبنهاغن ومتزوجا من غيردا الفنانة ايضا التي كانت لوحاتها تلقى نجاحا اقل.
وفي احد الايام، طلبت غيردا من اينار ان يضع جوارب نسائية لمساعدتها في انهاء بورتريه راقصة باليه لم تتمكن من الحضور امامها.
وقد انقشعت الرؤية امام اينار من خلال هذا الحدث الذي تحول مفتاحا لباب كانت بدأت من ورائه شخصية ليلي بالبروز بشكل قوي لتفرض نفسها تعبيرا وحيدا لهويته.
واوضح توم هوبر للصحافيين في البندقية حيث استقبل فيلمه بالتصفيق السبت "تحلت ليلي بشجاعة غير معقولة في نضالها من اجل ان تحقيق ذاتها".
والملفت ان هذا الاكتشاف الذي انطلق بداية على انه لعبة زعزع العلاقة الزوجية الا انه لم يقض عليها.
وقال ايدي ريدماين الذي اشاد النقاد بادائه "الفيلم هو في المقام الاول قصة حب كبيرة وفريدة فيها الكثير من الشغف".
وتحولت ليلي الى ملهمة لغيردا التي ادت دورها ببراعة الممثلة السويدية اليسيا فيكاندر وراحت العلاقة بينهما تتعزز مع ادراك الزوجة الطبيعة الحقة لزوجها وتقبلها. وهي راحت ترسمه بشكل رائع ما حقق لها النجاح وادى الى عرض اعمالها في باريس.
وقالت الممثلة السويدية ان "الجميل" لدى غيردا هو "حبها غير المشروط لزوجها الذي يسمو كل شيء".
واكد هوبر ان الفيلم "هو عن الاستيعاب" فيما بعض مشاهده اشبه بلوحات فعلية بالوان رائعة، معتبرا ان "الطريقة الوحيدة لجعل هذا الاستيعاب ممكنا هو عبر الحب والرأفة".
وردا على سؤال حول قراره عدم منح الدور الى ممثل متحول جنسيا، قال المخرج ان خيار ايدي ريدماين كان "غريزيا" وان الممثل قبل الدور قبل فوزه باوسكار افضل ممثل هذه السنة لتأديته شخصية هوكينغ في فيلم "ذي ثيري اوف افريثينغ".
واكد المخرج "انا اشعر فعلا ان لدى ايدي شيئا ما انثوي الطابع. ويجب الا ننسى ان ليلي في ثلثي الفيلم تظهر بمظهر رجل".
واقر الممثل البريطاني انه اعجب اولا بالدور الذي تطلب شأنه في ذلك شأن دور الفيزيائي المريض، تحولا جسديا ملفتا. لكنه مضى يقول "هذا ايضا افضل سيناريو تلقيته حتى الان وتأدية هذا الدور كان بمثابة حلم".
وقد التقى ريدماين اشخاصا متحولين جنسيا واطلع على يوميات ليلي ما سمح له بادراك اكبر لتحدي التحول الى امرأة على الشاشة.
واكد الممثل "كانت ليلي البه امرأة شجاعة شغوفة مع شخصية مركبة. لقد خضعت لعملية لتغيير جنسها قبل قرن من الزمن تقريبا".


أرسل تعليقك