الكاتب مكسيم جوركى يرسم صورة الأم المناضلة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الكاتب مكسيم جوركى يرسم صورة "الأم" المناضلة

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الكاتب مكسيم جوركى يرسم صورة "الأم" المناضلة

رواية الأم
القاهرة ـ أ ش أ

استطاع الكاتب الروسى الشهير مكسيم جوركى رسم صورة "الأم" المثالية المناضلة من أجل الحياة الكريمة فى الوطن فى روايته الشهيرة "الأم".
وبدأ جوركي في كتابة رواية الأم عام 1906 ، وفي أربع سنوات لاحقة قام بنسخ النص الأول وتعديله خمس مرات متتالية، بمعنى أن نص الرواية الكامل قد اكتمل على عدة مراحل متعاقبة، في كل مرة أدخل بعض التنقيحات الهامة على النسخة السابقة حتى انتهى إلى النسخة التي بين أيدينا الآن عام 1922، كما ذكر المؤلف، ومن يدقق النظر في أوجه الاختلاف والتطابق بين النص الأول والأخير يلاحظ اختلافًا نسبيًا بين النصوص وطريقة الإنشاء والأسلوب ــ حسبما ذُكِر في مقدمة النسخة المترجمة إلى الفرنسية، التي أدخل فيها التجربة السياسية لسنوات الثورة. 
والغاية الأساسية لجوركي من كتابة الرواية هي صقل النضال الثوري ومساندة الحركة العمالية، و بيان نضال الأم " أمه " ضد الحكم الاستبدادي من أجل حُريتهم واستقلالهم، جوركي من مؤسسي الواقعية الاشتراكية التي تسعى إلى تطبيق النظرية الاشتراكية وأفكار صاحبها ماركس. 
والرواية قائمة على نمو روابط الطبقات التي تعكس أفكار الشخصيات فيما بينها من تناقضات، والرواية تحكي تاريخ أربع سنوات من النضال، وتمتاز بأسلوب تيار الوعي السياسي الفائق في تدوين العمل الفني، وكما هو معروف عن كتابات جوركي التي تنبع دائمًا من فلسفة النظرية الرأسمالية، فقد بدأت فكرة الرواية من آخر جملة في بيان الشيوعية " يا عمال العالم اتحدوا ".
وتبدأ الرواية كما يقول الناقد أحمد عزيز زريعة " بخروج عامل من عمال المصانع " ميشال فلاسوف " عندما ترسل الصافرة إنذار موعد العمل بعدها يهجم سيل من العمال المظلم وهديره الحانق، يخرجون بوجههم الكئيبة إلى المعامل وهم منهوكي القُوى، هذا الرجل هو فرد من هؤلاء العمال الذين يتم استقبالهم بالسباب والقذف وأصوات تروس الآلات وهي تتحرك، عاشت الأم في هذا الجو الذي لا يبعث على التفاؤل خمسين عامًا، وقد أصابها الأمرين من هرم ومرض وفقر وعري وجوع. 
ويرجع " صانع الأقفال " إلى منزله بعد رحلة عمل شاقة، وقد انهك عقله صوت آلات المعامل، فحياته كالماء العكر رتيبة بطيئة ويخرج كل مشاكل وأزمات الحياة فوق رأس زوجته. بول وأمه التي كان ينعتها أبيه دامًا بالجيفة، قد عانت هذه الزوجة كثيراً مع زوجها صانع الأقفال القاتم الذي لا يتحدث بغير بذيء الكلام وفواحشه، زوجها جميع الناس يبغضونه ويخشونه لسوء أخلاقه، فكان كلما جلس على المائدة وانتهى من طعامه وتهاونت زوجته " الأم " في رفع المائدة يركل كل ما عليها على الأرض طريحًا، كان هذا الزوج يقهرها ويضرب ضلوعها؛ ليثأر من شقائه وشقاء حياته التي خنقته دون أن يدري.

والأم المثالية المناضلة "بيلاجي" التي تعبت وذاقت الأمرين عناءً ومشقة لقت من زوجها الأمرين وكل أنواع المصائب والشرور، هذه الأم رفض زوجها إعالتها هي وابنها، كانت هذه الأم تسيل منها رقة حزناً واستسلامًا، هذه الأم المثالية التي قبلت أن تعيش في منزل عبارة عن مطبخ وغرفة صغيرة لتنام بها وأخرى حجرة مربعة لابنها بول.
عاشت في بيت لم يكن فيه أثاث سوى بضعة كراسي، هذه هي الأم المثالية التي تحملت وقاست حتى أخرجتْ ابنها لطور الحياة من تعليم ورعاية وثقافة بعد موت زوجها. وبعدما كبر ابنها بدأت في مرحلة التربية الفكرية والرعاية الثقافية فكانت قلقة جدًا على ابنها من النظام الحاكم، قد داخلها شعورٌ بالخوف والشفقة على ابنها؛ لقرأته في الكتب الممنوعة من قبل النظام الحاكم التي تكشف الحقيقة عن أوضاع العمال. 
هذه هي الأم المثالية التي حفزت ابنها لما يعمل ودفعته إلى تحقيق آماله، رغم شقائها كانت فخورة بابنها الذي يدرك جيدًا أسباب البؤس في الحياة.
وقد تم الحكم في النهاية على بول وصديقه أندريه بالنفي خارج وطنه واستكملت الأم نضالهما الثوري؛ لأنها كانت تحمل بداخلها قيمة النصر النهائي. وجاءت خاتمة الرواية إيجابية تحمل التفاؤل وتظهر الواقعية في ذكريات غوركي الثورية. 
ومن أشهر الجمل التي قالها لنيين عن رواية الأم: " لقد أحسنت إذ أسرعت، فإن كتابك لمفيد لأن كثيرًا من العمال في الحركة الثورية دونما وعي حقيقي، أنهم اسهموا فيها غريزيًا، أما الآن فإنهم يقرأون الأم ويجنون منها الكثير، ثم أضاف أن هذا العمل تلح إليه الحاجة آنيًا ... أجل أنه كتاب آتي ... ومن هنا كان خلوده ، ترفع الأم راية الكفاح التي مات ابنها لأجلها الأم المثالية التي شاركت في الثورة من أجل ابنها. 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاتب مكسيم جوركى يرسم صورة الأم المناضلة الكاتب مكسيم جوركى يرسم صورة الأم المناضلة



GMT 15:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

رواية سبت إيلّا للفلسطيني بهاء رحال

GMT 17:38 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

طبعة جديدة من "الهيش" في معرض الكتاب

GMT 17:57 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

صدور رواية "نساء البساتين" في نسختها الإيطالية

GMT 17:09 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مناقشة رواية "الخواجا" في نادي التجاريين بالقاهرة الأربعاء

GMT 22:16 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

فاجعة الحدث فى "بيت القبطية" لأشرف العشماوى

GMT 11:42 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

رواية "أميرة صغيرة" ترصد القصّة الكاملة لسارا كرو
 فلسطين اليوم -

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday