عيسى قراقع يطالب بموقف دولي ضاغط لوقف مأساة الأسرى

طالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، بتحرك وموقف دولي ضاغط لوقف مأساة الأسرى المضربين عن الطعام، وسياسة الاعتقال الإداري، في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأكد أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن صحة وحياة الأسرى المضربين عن الطعام، بسبب استمرار سياسة الاعتقال الإداري التعسفية، واستخدامها كوسيلة قهر وعقاب غير قانوني في حق الأسرى.

وأوضح "قراقع"، في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم"، أن جهودًا مكثفة تبذلها القيادة الفلسطينية لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام، منذ ما يزيد عن 70 يومًا، حيث تردت أوضاعهم الصحية، وأصبحوا معرضين للموت في أي لحظة. وأشار إلى أن 750 أسيرًا مازالوا رهن الاعتقال الإداري، 60% منهم جرى التجديد لهم أكثر من مرة، مؤكدًا أن هذه السياسة الصهيونية الغاشمة يجب أن تتوقف، لأنها تمثل "شماعة" يزج من خلالها بعشرات الأسرى في السجون، دون التقدم لأي محاكمة.

وأوضح "قراقع" أن الاعتقال الإداري تحول إلى سيف للقهر والتعذيب النفسي بحق الأسرى، وبديلاً عن إجراءات المحاكمة العادلة، حيث يستند إلى اعتقال تعسفي، وبأوامر عسكرية، دون الاستناد إلى أمر قضائي، أو لوائح اتهام محددة، محذرًا من مواصلة سياسة القهر والقتل الممنهجة، والإعدام البطيء، والإهمال الطبي، والمعاملة غير الإنسانية للأسرى الفلسطينيين، في معتقلات الاحتلال. وقال: "إن إسرائيل، بكل سلطاتها، التنفيذية والتشريعية والقضائية، ترتكب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، في حق الأسرى الفلسطينيين، منتهكة مختلف المواثيق والاتفاقيات والقوانين الدولية".

كما حذر من تداعيات قانون التغذية القسرية، على حياة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وذلك عقب تثبيته من قبل المحكمة الإسرائيلية العليا، أخيرًا. وأوضح أنه يُسمح بموجب هذا القرار بإخضاع الأسرى الفلسطينيين المضربين لإجراءات التغذية القسرية، واصفًا قرار المحكمة بأنه غير أخلاقي، وينافي القيم الإنسانية، ويشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.

وأكد أن الدعم الشعبي واجب، في ظل تعنت الاحتلال، واستمراره في احتجاز الأسرى المضربين عن الطعام، وسط ظروف صحية خطيرة. وجدد مطالبته لكل الفصائل بدعم الخطوة التي أقر الجميع على ضرورة تنفيذها، مع المؤسسات العاملة في قضية الأسرى، والقاضية بمقاطعة محاكم الاحتلال؛ لاسيما في قضية المعتقلين الإداريين، ورأى أن هذه الخطوة هي أقل الردود على استمرار سلطات الاحتلال في اعتقال المئات من الأسرى إداريًا.

ودعا "قراقع" المنظمات الدولية والحقوقية، ودول العالم الحر كافة، للالتزام بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى، وإجبار إسرائيل على الإفراج عن الأسرى المضربين، دون مماطلة، كما دعا الأمة العربية والإسلامية، والشعب الفلسطيني، للاحتشاد كل يوم، دعمًا ونصرة للأسرى البواسل، الذين حددوا معالم هذه المعركة وأدواتها، مطالبًا كل الأسرى بوقفة واحدة، لنيل حريتهم من سجون الاحتلال.