غزة – محمد حبيب
أكَد عضو الهيئة الإسلاميَة المسيحيَة لنصرة المقدَسات وراعي كنيسة اللاتين في غزة الأب منويل مسلم، أن الاحتلال "الإسرائيلي" حوّل قطاع غزة الى سجن كبير بسبب الحصار المتواصل للعام التاسع على التوالي.
وأشار مسلم في مقابلة خاصَة مع "فلسطين اليوم" الى أن إصدار "إسرائيل" بعض التصاريح لعدد محدود من المسيحيين في غزة للوصول الى مدينة بيت لحم للاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة دليل قاطع على أن الإنسان في غزة ممنوع من ممارسة حرية العبادة ضمن حقوق الإنسان المتفق عليها في المواثيق الدولية والإنسانية.
واعتبر الأب مسلم إصدار الاحتلال تصاريح لـ 600 مسيحيًا لإحياء أعياد الميلاد في بيت لحم بالخديعة "الإسرائيلية" التي تهدف إلى تمزيق العائلة المسيحية والدين المسيحي بشكل عام ويمنع التواصل الاجتماعي بين المسيحيين أنفسهم للاحتفال بأعيادهم.
ودعا المسيحيين إلى مقاطعة التصاريح "الإسرائيلية" من أجل كشف زيف ادعاء الاحتلال بمنحه تسهيلات للفلسطينيين وافترائه الكذب على أوروبا بأنه يسمح للمسيحيين بأداء الطقوس الدينية. كما دعا المسيحيين من الدول الأجنبية إلى ملامسة الواقع الذي يعيشه إخوانهم الفلسطينيون من معاناة يومية بفعل ممارسات الاحتلال "الإسرائيلي" على مدار اليوم والأعوام الماضية.
وأكد مسلم أن "إسرائيل" تمارس التطرف الديني بحق الديانة الإسلامية والمسيحية، منذ احتلالها فلسطين عام 1948.موضحًا أن التطرف الديني الذي تمارسه "إسرائيل" يتمثل في الجرائم المتعمدة التي تقترفها عيانا بيانا بحق المسلمين والمسحيين على حدٍ سواء، حيث تستهدف دور العبادة، والممتلكات الخاصة فيهما، والاستهداف الممنهج لكل نشاطاتهم الدينية ومنعهم ممن ممارسة عباداتهم بحرية.
وأوضح أن أعيادَ الميلاد هذا العام تحمل سمة وطابع خاص، نظرا لتزامنها مع انتفاضة القدس. موضحًا أن أعياد الميلاد هذا العام تأتي بالتزامن مع استشهاد عدد كبير من المناضلين الفلسطينيين، وجرحى دفعوا حياتهم من أجل حقوقهم الوطنية المشروعة.
وأكد راعي كنيسة اللاتين أن الاحتلال "الإسرائيلي" يريد من الشعب الفلسطيني مسيحيين ومسلمين أن يبقوا في وحل الأحزان والنكد والإحباط، موضحا أن كافة المسيحيين سيحتفلون سويًا مع أم وأب وأخ وأبن الشهيد، لنثبت لهم أن أولئك الشهداء هم مفخرة لكافة أبناء الشعب الفلسطيني. مشيرًا إلى أن أعياد الميلاد ستجسد الوحدة بين الكل الفلسطيني في مواجهة العدو "الإسرائيلي"، لافتا إلى ضرورة تفعيل المواجهة وفعاليات الانتفاضة في وجه "الإسرائيلي".
وطالب أبناء الديانة المسيحية وعموم الفلسطينيين إلى ضرورة التكافل الاجتماعي في أعياد الميلاد مع أهالي الشهداء والجرحى والأسرى، وضرورة عدم اقتصار التكافل الفلسطيني على الجانب المعنوي؛ وإنما ضرورة مسانداتهم اجتماعيا وماديا وروحيا.
وأشار مسلم إلى أن الطائفة المسيحية تتضامن مع كل الأسر المكلومة والمحزونة ممن فقدوا أبناءهم برصاص الاحتلال، مؤكداً أن المسيحيين سيقون دوماً مع القضية ومطالبين بإنهاء الاحتلال". لافتًا إلى أن "أشجار الميلاد هذا العام ستتزين بصور الشهداء الفلسطينيين، حيث سيأخذ الميلاد المجيد المنحى الوطني والتضامني، فالطائفة المسيحية جزء من مكونات الشعب والقضية".
وشدد مسلم على ضرورة توحيد كافة الجهود الفلسطينية وإنهاء الانقسام، موضحًا أن الوحدة حاجة ملحة، لكي يكون الفلسطيني قوي في مواجهة ما يتعرض له من اعتداءات ممنهجة تستهدف الكل الفلسطيني.


أرسل تعليقك