جو بايدن يتهم روسيا بالتدخل في الديمقراطية الأوروبية

هاجم نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، في  خطابه الأخير، روسيا هجومًا لاذعًا محذرًا من محاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتدخل في العملية الديمقراطية في جميع أنحاء أوروبا من أجل فرض رؤية من القوة العسكرية والفساد والإجرام، ووصف بايدن روسيا باعتبارها أكبر تهديد للنظام الليبرالي الدولي مشيرًا إلى أنها ستحاول التأثير على الانتخابات الأوروبية المقبلة، ودعا بايدن في حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في جبال الألب السويسرية الولايات المتحدة وأوروبا إلى الوقوف في وجه موسكو وليس بناء الجدران في إنتقاد غير مباشر للرئيس الجديد دونالد ترامب.

وأضاف بايدن " في عهد بوتين تعمل روسيا بكل الأدوات المتاحة لها بعيدا عن المشروع الأوروبي بهدف اختبار أخطاء الدول الغربية والعودة إلى السياسة التي يحددها مجال النفوذ، وتجري العديد من البلدان الأوروبية انتخابات هذا العام وبالتالي يجب أن نتوقع محاولات أخرى من روسيا للتدخل في العملية الديمقراطية، وسيتحدث ذلك مرة أخرى أعدكم بذلك، والهدف واضح وهو انهيار النظام الدولي الليبرالي، ببساطة بوتين لديه رؤية مختلفة للمستقبل ومنها أن تتابع روسيا في جميع المجالات، حيث تسعى إلى العودة إلى عالم فرض القوة من خلال القوة العسكرية والفساد والإجرام في حين يجب على الدول الأضعف الخضوع".

وتعد خطابات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أكثر مصالحة مع بوتين، كما أعلن ترامب عن تأييده لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مشيرًا إلى أنه من المرجح أن تترك المزيد من البلدان الاتحاد الأوروبي، فيما حذر بايدن من العودة إلى ضيق الأفق في السياسة قائلا أن الحكام المستبدين والديماغوغيين خطرين حيث حاولوا استغلال مخاوف الناس عبر التاريخ، ودعا بايدن ترامب إلى الوفاء بالتزام الولايات المتحدة تجاه حلف الناتو والمادة 5 من معاهدة الحلف، والتي تنص على أن أي اعتداء على أحد أعضاء الحزب يعتبر هجوم على كافة الأعضاء وهو التزام مقدس.

ووصف ترامب الناتو بكونه عفا عليه الزمن وأثار الشكوك حول ما إن كان سيلتزم  بالمادة 5 ما أثار قلقًا عميقًا في أوروبا، وتابع بايدن "الدفاع عن النظام الليبرالي الدولي يتطلب أن نقاوم التفكك الأوروبي مع الحفاظ بإصرار على أوروبا كاملة وحرة وسلمية، ما يعني القتال لصالح الاتحاد الأوروبي باعتباره واحدة من المؤسسات الأكثر حيوية وترابطا على وجه الأرض"، وعلق بايدن على تقارير المخابرات الأمريكية التي أشارت إلى تدخل روسيا للتأثير على الانتخابات لصالح ترامب قائلا " رأينا ذلك في الاختراقات الإلكترونية ضد الأحزاب السياسية والأفراد في الولايات المتحدة".

وأفاد بايدن للجمهور من المنديرين التنفيذيين وصناع الرأي بأنه لا يتصنع بالكلمات معترفا بأنه سيحتفظ بمنصبه لمدة 48 ساعة أخرى وأضاف ساخرا " بعدها يمكنني قول ما أعتقد"، والتقى بايدن المنتهية ولايته الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي تحدث مدافعا عن قوى التجارة الحرة، وتواجد في المنتدى أنتوني سكاراموكي أحد مستشاري ترامب قبل تنصيب الرئيس الجديد الجمعة، وحث بايدن في المنتدى جميع المؤسسات الخيرية على مواصلة الاستثمار في أبحاث السرطان،معربا عن أمله في آلا تقلل إدارة ترامب من الاستثمار قائلا "هذا هو الشئ المؤيد من قبل الحزبين وأتمنى أن يستمر في الإدارة الجديدة"، وفقد بايدن نجلة بو بايدن بسبب مرض سرطان الدماغ عام 2015، وأعلنت إدارة أوباما مباشرة برنامج  'moonshot' للسرطان بهدف تسريع الأبحاث المتعلقة بهذا المرض.