توالت الهجمات والهجمات المضادة الجمعة في مطار دونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا، واكد المتمردون السيطرة شبه الكاملة على هذا الموقع الذي انسحب منه الجيش الاوكراني قبل اربعة اشهر.
واعتبر مكتب الامين العام للامم المتحدة ان تصاعد وتيرة الاعمال الحربية والقصف الذي يطاول المناطق الماهولة في دونيتسك واسفر عن مقتل 11 مدنيا في يومين يشكل "تصعيدا خطيرا" وذلك بعد شهر من التوصل الى تهدئة هشة بين كييف وموسكو والانفصاليين.
وقالت كييف ان المتمردين شنوا مساء هجوما على احد مباني المطار وتمكنوا من احتلال الطبقة الاولى منه بعد استخدامهم قنابل دخانية ضد الجنود الاوكرانيين.
واكد الجيش الاوكراني انه شن هجوما مضادا وصد المتمردين. ولفتت القوات الاوكرانية في بيان الى ان النار اندلعت في جزء من المبنى المذكور.
وعند نقطة مراقبة تبعد كيلومترين شرق مطار دونيتسك، سمع فريق لوكالة فرانس برس الجمعة دوي قصف مستمر بالمدفعية الثقيلة والاسلحة الرشاشة.
وقالت مقاتلة لم تشأ كشف هويتها "القصف لا يتوقف منذ الساعة السابعة (4,00 ت غ) صباحا. اننا نطلق النار مستخدمين المدافع وهم (الاوكرانيون) يردون على منطقتنا بالمدفعية الثقيلة ولكن في شكل عشوائي نسبيا، اذ لم يتمكنوا من تحديد مصدر النيران. اننا نسيطر على القسم الاكبر من المطار".
بدوره، اعلن "رئيس وزراء" جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد الكسندر زخارتشنكو لوكالة ريا نوفوستي الروسية العامة "اننا نسيطر على 95 في المئة من المطار".
واضاف "لنكن واضحين، لسنا نحن من يهاجم المطار بل هم من يهاجموننا لطردنا من هنا".
في المقابل، اكد المتحدث العسكري الاوكراني اندريه ليسنكو الجمعة ان روسيا ارسلت تعزيزات تضم "دبابات واسلحة ثقيلة وجنودا" للانفصاليين الذين يهاجمون المطار، اضافة الى طائرات بدون طيار "يديرها اختصاصيون روس".
واضاف ان لواء من الاستخبارات العسكرية الروسية من اوسيتيا الجنوبية (القوقاز) تم ايضا نشره قرب ميناء ماريوبول الاوكراني الاستراتيجي.
والسيطرة على هذه المدينة الواقعة على بحر ازوف تتيح لروسيا ان تربط عبر الساحل حدودها بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في اذار/مارس.
وتتهم كييف والدول الغربية موسكو بتأجيج هذا النزاع الذي خلف اكثر من 3200 قتيل وتسبب بلجوء ونزوح نصف مليون شخص منذ نيسان/ابريل.
ويؤكد الحلف الاطلسي ان "مئات" من الجنود الروس لا يزالون ينتشرون في شرق اوكرانيا علما بان الاتفاق الاخير الذي وقع في مينسك ينص على انسحاب كل المقاتلين الاجانب.
والجمعة، اعلن رئيس البرلمان الاوكراني اولكسندر تورتشينوف ان "وقف اطلاق النار انتهك اكثر من الف مرة"، مضيفا ان "العدوان الروسي" على اوكرانيا متواصل. وبحسب تعداد لفرانس برس فان نحو سبعين جنديا اوكرانيا ومدنيا قضوا منذ بدء الهدنة في الخامس من ايلول/سبتمبر.
ومساء الخميس، قتل جراء قصف في دونيتسك السويسري لوران دوباسكييه الذي يعمل اداريا في الفرع المحلي للجنة الدولية للصليب الاحمر، ما اثار استياء بالغا في الغرب.
واعتبرت كييف ان ما حصل "عمل ارهابي" ارتكبه المتمردون لترهيب المنظمات الدولية، في حين اكد المتمردون ان السويسري قتل بصاروخ اطلق من راجمة صواريخ اوكرانية من بلدة كراسنوغوريفكا التي تبعد عشرين كلم شرق دونيتسك.
بدورها، اتهمت موسكو الجيش الاوكراني بقتل السويسري وقالت الخارجية الروسية ان "كييف لا تريد الاعتراف بامر مؤكد: ان الحي في دونيتسك الذي تعرض للقصف يقع ضمن المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، والنيران اطلقت من مواقع القوات الاوكرانية".
وعلى خلفية تدهور الوضع الميداني، اكد مسؤول اوكراني ان الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش الذي اطيح به في شباط/فبراير حصل على الجنسية الروسية بموجب قرار سري.
لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف نفى "علمه بهذه المعلومات".
ويانوكوفيتش الذي فر من اوكرانيا بعد مجزرة في ساحة ميدان التي شكلت معقل الحركة الاحتجاجية المناهضة لنظامه، متهم في بلاده ب"قتل مدنيين" وصدرت مذكرة توقيف بحقه.
أرسل تعليقك