القدس المحتلة – وليد أبو سرحان
باتت الغرفة "رقم 4" في مركز شرطة المسكوبية في القدس، رمزًا لعملية استهداف أطفال القدس اعتقالًا وتعذيبًا بتهمة إلقائهم الحجارة على المستوطنين والمشاركة في مقاومة الاحتلال.
وتعدَّى صيت وسمعة الغرفة التي تشهد جدرانها على حجم جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي ترتكب ضد الأطفال الفلسطينيين في القدس، حدود فلسطين التاريخية؛ ليصل صدى ما يجري في تلك الزنزانة إلى أوروبا، حيث أصدرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تقريرًا موجزًا عن سياسة اعتقال الأطفال في مدينة القدس المحتلة بعنوان "الغرفة رقم 4" بيَّنت فيه كيف تقوم أجهزة المخابرات والشرطة الإسرائيلية بتعريض الأطفال للتعذيب والمعاملة القاسية.
ووفق التقرير فإنّه يتم استهداف شريحة الأطفال بشكل منهجي، لاسيَّما في العام 2013 بلغ عدد المعتقلين الأطفال حوالي 450 طفلًا، وخلال النصف الأول من العام الجاري اعتقل جنود الاحتلال ما يقارب 144 طفلًا تراوحت أعمارهم بين 9 -17 عامًا.
وأكد التقرير أنَّه بعد جريمة قتل الفتى محمد أبو خضير (16عامًا) حرقًا على يد مجموعة من المستوطنين في تاريخ 02/07/2014 في القدس، تصاعدت وتيرة الأحداث بشكل غير مسبوق وانتشرت المواجهات مع الاحتلال في كل أرجاء القدس، وبلغ عدد الأطفال الذين تم اعتقالهم منذ استشهاد أبو خضير حسب بيان صادر عن شرطة الاحتلال في يوم 13/8/2014 تقريبًا 190 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 11 سنة، كالطفل أيهم الزعانين من البلدة القديمة في القدس و18عامًا.
وأوضحت المنظمة أنَّ قوات الاحتلال تجاوزت كل الخطوط الحمراء في سياسة اعتقالها الأطفال منتهكة كل الأعراف والقوانين الدولية، فمن مداهمة البيوت ليلًا إلى التنكيل وتعصيب العيون وتكبيل اليدين والضرب والسب والشتم والتفتيش العاري وما يرافق ذلك من انتهاكات قانونية بعدم حضور المحامي جلسات التحقيق وما يرافق التحقيق من تعذيب وترهيب نفسي انتهاءً بالمحاكم التي لا تلتفت إلى كل هذه الانتهاكات وتصدر أحكامًا بالحبس والإبعاد عن مكان السكن أو الحبس المنزلي إضافة إلى الغرامات الباهظة التي تثقل كاهل الأسرة.
وبيّنت المنظمة في تقريرها الذي اعتمد على عملية الرصد والمتابعة لما تشهده القدس أنَّ اعتقال الأطفال في المدينة ليس ردة فعل على أحداث معينة شارك فيها الأطفال بل هي سياسة ممنهجة تهدف إلى تحطيم الطفولة في إطار سياسة عامة تهدف إلى تسهيل تهويد القدس من خلال خلق أجيال خائفة مترددة لا تفكر في أي مرحلة في مواجهة سياسات الاحتلال في المدينة والرضوخ للأمر الواقع.
وشدَّدت المنظمة على أنَّ سياسة الاعتقال والقمع التي تنتهجها قوات الاحتلال في مواجهة المقدسيين عمومًا والأطفال خصوصًا تعد انتهاكًا جسيمًا للمواثيق والقوانين الدولية وعلى وجه الخصوص اتفاق جنيف الرابعة، وطالبت المجتمع الدولي التدخل سريعًا لحماية الأطفال في مدينة القدس.


أرسل تعليقك