الطيبة - دينا بصير
تقف دوافع كثيرة وراء هجرة الشباب الفلسطيني إلى بلاد غربية مختلفة بكل شيء سواء على مستوى التقدم العلمي والتقني، إضافة إلى العادات والتقاليد وطبيعة الحياة الاجتماعية وغيرها الكثير، والتي لربما من وجهة نظرهم تحقق لهم طموحاتهم وأحلامهم التي لطالما حلموا بها في فلسطين لكن دون جدوى.
وتقف الحياة في ظل موجة الحروب والوضع السياسي والاقتصادي المتخبط عقبة في تقدم الفرد وحصوله على أبسط حقوقه الإنسانية، وأحيانًا قد تشكل الحياة الاجتماعية الصعبة الضاغطة وظروف الحياة المعيشية سببًا من دوافع السفر أو حتى الهجرة وأحيانًا أخرى قد تكون طموحات الشباب غير المتحققة في دولة تقبع تحت نير الاحتلال، وغيرها الكثير من الدوافع للسفر.
وفي استطلاع لآراء بعض الشباب الفلسطيني المقيم وغير المقيم في فلسطين لمعرفة مميزات أو لربما مساوئ الهجرة، جاء رد بسام عويضة، دكتور الإعلام في جامعة بيرزيت، مقيم في فلسطين وأنهى دراسته في ألمانيا وعلى سفر دائم، كالآتي: "أرى في السفر مميزات على مختلف الأصعدة الشخصية والمهنية، وبالطبع هناك مميزات لأنه لا يوجد هنا استمتاع على المستوى الشخصي، إضافة إلى فرص ثمينة لإكمال الدراسات العليا وتحسين الوضع المالي واكتشاف أشياء جديدة ".
أما كاثرين نصر، طالبة في السنة الثالثة قسم الكيمياء في جامعة بيرزيت، مقيمة في فلسطين، فذكرت: "منحتني فرصة السفر ميزة أفتقرتها في وجودي هنا وهي الحرية والاعتماد على الذات إضافة إلى الثقة بالنفس في ظل بيئة جديدة مغايرة تمامًا للبيئة التي ترعرعت فيها، إضافة لإمكانة إيجاد فرص للعمل لذلك يلجأ الشباب الفلسطيني للسفر، لكني في الوقت نفسه اكتشفت حبي لفلسطين وعدم قدرتي على العيش بعيدة عنها فالغربة قاسية".
وقال أنطون حنا، مهاجر مقيم في دولة السويد: "أنا ضد فكرة الهجرة لكنني هاجرت مع عائلتي وعشت هذه التجربة رغمًا عني وأحببتها لأنها منحتني استقلالية وحرية وانفتاح على العالم الآخر وهذا غير موجود في فلسطين، ومنحتني فرصة لاكتساب مهارت مختلفة كالتصوير وديكورات الأعراس إضافة إلى فرصة التعرف على أبرز نجوم الصف الأول من الفنانين كالفنان وائل كفوري، وجورج وسوف وناصيف زيتون وملحم زين وجوزيف عطية وغيرهم، لكن الغربة مليئة بالمتاعب والصعوبات".
وأوضحت آمال حلوم، خريجة صحافة من جامعة بيرزيت، ومقيمة في فلسطين: "هناك جانبان الجيد والسيء؛ فالسفر يحقق للمهاجر فرصة العيش في بيئة جديدة مختلفة كل الاختلاف عن البيئة التي كان يسكنها من قبل وهذا يمنحه فرصة جديدة في اكتشاف ثقافة جديدة مغايرة لثقافته وعادته وتقالديه إضافة إلى تعرفه على أصدقاء وعلاقات اجتماعية تكسبه مزيدًا من المعرفة، عدا فرص جديدة للعمل على عدة مستويات كالوظيفة وإخراج الطاقات الإبداعية الدفينة في أعماق الشخص وإبرازها للعيان مع وجود الدعم المعنوي والمادي وفرصة أكبر للتشجيع بعيدًا عن الإحباط واليأس المسيطر هنا، أما ما هو سلبي انه من المستحيل أنَّ يشعر الإنسان بأن بلد المهجر وطن له وهذا أصعب شعور يرافق الإنسان بأنه غريب".
وقالت إيمان كلاب، طالبة سنة أولى هندسة مقيمة في السويد: "رغم إني ولدت في السويد لكن أصلي من غزة وقد زرت فلسطين، وأرغب في العودة لكن الظروف السياسية الصعبة التي تعيشها البلاد لا تشجع على العودة وهذا للأسف ما يسعى إليه الاحتلال تهجير البلاد من أهلها للسيطرة الكاملة عليها وهذا يشعرني بالحزن، لكن العيش في بلد أوروبي منحني فرصة للعمل بالتزامن مع الدراسة إضافة إلى الاعتماد على النفس والسعي وراء مصلحتي الشخصية والشعور بمتعة الحياة وجمالية الطبيعة دون حروب أو مشاكل وبلا تمييز".
وذكرت جنين أبوغرير، طالبة جامعية مقيمة في الولايات المتحدة الأميركية: "يمنح السفر فرصة أكبر لزيادة معارف الإنسان وتطوير قدارته ومهارته خاصة في ظل جو عام يسعى لتحفيز الغير، إضافة إلى اغتنام الفرص سواء من حيث العمل أو من حيث الاستمتاع بالحياة، فهنا نحن بعيدون عن الدمار والحصار ورتابة الحياة المليئة بالمتاعب، فهنا تكتشف كل ما هو جديد وتعتمد على نفسك، وهذا يعطي ثقة بالنفس وتحفيزًا على العمل والمثابرة، لكني أحب فلسطين وفيها أعز أصدقائي وما بين سنة وأخرى أقوم بزيارتها لكن ظروف الحياة والدراسة والزواج تطلب مني البقاء في أميركا".


أرسل تعليقك