الخليل-فلسطين اليوم
أكّد خبير شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش الاثنين، أنّ الاحتلال يواصل عملياته الاستيطانية في منطقة جنوبي محافظة الخليل، تزامنا مع أنشطة استيطانية مماثلة يجريها لإنشاء مستوطنات داخل جدار الفصل، في مناطق ملاصقة لعدد من القرى والبلدات القريبة من الجدار والواقعة في جنوبي المحافظة.
وكثّف الاحتلال خلال الأشهر القليلة الماضية من أنشطته الاستيطانية في الأراضي الواقعة إلى الجنوب من محافظة الخليل في الضّفة الغربية، بشكل لافت.
وكشف حنتش عن محاولة الاحتلال تركيز عمليات البناء والتوسّع الاستيطاني في منطقة جنوبي محافظة الخليل، لتحقيق أهدافه بطمس المعالم العربية في هذه المناطق الخالية، الممتدة على أراضي عشرات القرى والبلدات الفلسطينية.
وأشار إلى أنّ الاحتلال يريد وصل مستوطناته جنوبي الخليل جغرافيا بمستوطنات جديدة واقعة داخل حدود الجدار ومتاخمة لعدد من القرى والبلدات الفلسطينية، من خلال عمليات الزّحف المتواصلة وعمليات شقّ طرق جديدة تربط هذه المستوطنات مع الشّوارع الأخرى الموجودة أصلا داخل حدود الضّفة الغربية تمهيدا لإبعاد الفلسطينيين عنها، بعد شقّ طرق أخرى جديدة.
وبيّن حنتش بأنّ العديد من القرى الصغيرة والخرب قليلة السّكان يبذل الاحتلال جهوده منذ أعوام لتهجير سكّانها وترحيلهم، مستدلا بقرار وزير "جيش" الاحتلال "إيهود باراك"، الذي قرّر قبل أعوام تهجير سكّان 12 قرية تابعة ليطّا، ومحاولة الجيش البدء بتهجير أربعة قرى أخرى، موضحا بأنّ قرار الاحتلال بتهجير السّكان ما زال قائما ومتوقّعا في أيّة لحظة لتعجيل المخططات الاستيطانية في هذه المنطقة.
ولفت إلى أنّ ما يجري من تكثيف للاستيطان جنوبي الخليل يأتي في إطار الخطّة الاستيطانية المسمّاة "خطة ألون"، التي تقضي بربط مستوطنة "أشكليوت" المنشأة على أراضي دورا والظاهرية والرماضين، مع الشارع المتجه نحو مستوطنة "عمريم" وربطها مع بقية المستوطنات الممتدة على ذات الشارع، ومنعه تماما على الفلسطينيين.
وأوضح أنّ هذه الخطّة تبتلع ما يزيد عن 25 ألف دونمًا من الأراضي الجنوبية لمحافظة الخليل، مبينا أنها مستهدفة منذ أعوام من جانب الجيش والمؤسسات التابعة للمستوطنين، من خلال منع أصحابها من استغلالها بالبناء أو المراعي أو الزراعة أو الاعمار.
ويرى حنتش أنّ محافظة الخليل تضم نحو 27 مستوطنة وأكثر من 40 بؤرة استيطانية وعدد كبير من الشوارع الالتفافية، تخضع لمزيد من الاستهداف والتكثيف للأعمال الاستيطانية، في إصرار "إسرائيلي" واضح على تهويد كامل المنطقة، وضمّها لحدود الأراضي المحتلة العام 48.
وكشف عن أنشطة استيطانية جارية حاليا لشق شوارع وبناء وحدات استيطانية جديدة وتجريف أراضي لصالح توسعة رقعة ونطاق الاستيطان في عدد من المستوطنات الواقعة جنوبي محافظة الخليل.
وأضاف أن الاحتلال بدأ بإنشاء بؤرة استيطانية جديدة في مكان قريب من كسّارة الرّماضين جنوبي الخليل، وجرى إنشاء قواعد لوحدات سكنية للمستوطنين، وتقع على مقربة من مستوطنة "عمريم" القريبة من المكان، إضافة إلى عمليات بناء جديدة في ذات المستوطنة.
وذكر أنّ سلطات الاحتلال أضافت سبعة بؤر استيطانية جديدة في الجهة الجنوبية الشرقية لمستوطنة "سوسيا"، وإضافة ثلاثة وحدات استيطانية على الجهة الغربية لمستوطنة "ناحال نجهوت"، مضيفًا أنّ الاحتلال يواصل تجريف نحو 100 دونمًا واقعة في تجمّع "ميتاريم" الصّناعي بالإضافة إلى عمليات بناء لمبنى ضخم في ذات التجمّع الصناعي، وعمليات تجريف أخرى في مستوطنة "شمعا".


أرسل تعليقك