القدس المحتلة - وليد ابوسرحان
تسابق كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة "حماس"، الزمن لترميم بنيتها العسكرية، وأنفاقها المدمرة، استعدادًا للمواجهة القادمة مع الاحتلال.
وأوضح موقع المونيتور الإسرائيلي، الأحد، أنَ جناح "حماس" العسكري يرمم بشكل متسارع حثيث الأضرار التي تسببت بها عملية "الجرف الصامد" الصيف الماضي، ويبذل مجهود كبير في ترميم مشروع الأنفاق، وأول دليل علني على هذا تم اكتشافه في إسرائيل هذا الأسبوع عند توقيف ثلاثة إسرائيليين، رجلي أعمال ومواطن من غلاف غزة، والذين وفق التهمة الموجهة إليهم زودوا حماس بصفائح وقضبان معدنية ومعدات كهربائية وإلكترونية ومعدات اتصال ومواد خام.
وأضاف الموقع، أنَ لائحة الاتهام التي قدمت في حقهم، في المحكمة المحلية في بئر السبع، تظهر أنَ المعتقلين أسسوا على ما يبدو بنية تحتية تجارية لتمويل تهريب المواد عبر بنوك مختلفة في الضفة الغربية بهدف تضليل المراقبة الشديدة على إدخال السلع والبضائع الممنوعة إلى القطاع.
وأشار إلى أنَ ليست هذه هي الدلالة الوحيدة التي يمتلكها الجهاز الأمني بخصوص جهود الجناح العسكري الحمساوي في ترميم أضرار "الجرف الصامد"، فحماس تحاول أنَ تحيط ترميم مشروع الأنفاق الذي دمره الجيش الإسرائيلي بالسرية، ولكنها لا تستطيع أنَ تخفي العمل الدائر حول مواقع تأهيل الأنفاق التي دمرت أو إنشاء أنفاق جديدة في مناطق لم تحفر فيها الأنفاق من قبل.
وفي المشروع المتجدد بعد عدة أسابيع فقط من انتهاء المعارك في القطاع، يتم تشغيل المئات من الفلسطينيين من ذوي المهن المختلفة، وكذلك تشغيل الكثير من أدوات النقل مثل الشاحنات والتراكتورات ومعدات ثقيلة أخرى؛ كل تلك الأدوات تحول عملية الترميم التي يفترض أنَ تكون سرية إلى مشروع مكشوف وظاهر لكل عابر سبيل في قطاع غزة.
وبين الموقع، أنَه أثناء عملية "الجرف الصامد"، وبعدها أيضاً، وبعد أنَ اكتشفت الأنفاق الأولى، والتي تسرب من خلالها عشرات المسلحين الحمساويين بشكل مفاجئ جداً إلى داخل المناطق الإسرائيلية؛ ثار في إسرائيل جدلاً إعلامياً مشبعاً بالاتهامات المتبادلة، حتى داخل النظام الأمني بين الجيش الإسرائيلي والشاباك، وبين المستوى السياسي.
والكلام حول إعمار غزة، وعن الدور الذي أعد لرئيس السلطة أبو مازن في إعمارها ظلت في إطار الكلام فقط، و"حماس" مرة أخرى تستثمر الموارد القليلة النادرة التي تنجح في توظيفها في التجهيز للحرب الوشيكة القادمة.
وإسرائيل أيضاً لديها سلم أولويات غير كافٍ، إسرائيل تركز تطلعاتها على إفشال المشروع النووي الإيراني، ولكنها تغمض عيناها وتتنصل من الأنفاق التفجيرية التي تعرض حياة مواطنيها للخطر، تماماً مثلما كان في الصيف الماضي.


أرسل تعليقك