القدس المحتلة – وليد أبو سرحان
كشف رئيس "الحركة الإسلامية" في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح، أنَّ جهات عربية مارست ضغوطًا على الحركة للسكوت عما يجري في المسجد الأقصى المبارك من انتهاكات واقتحامات للمستوطنين اليهود.
وأضاف صلاح في برنامج "بلا حدود" على قناة "الجزيرة" أمس الأربعاء، أنَّ الاحتلال أخرج مؤسسة "عمارة الأقصى" عن القانون بعدما رأى دورها الريادي في رعاية مساطب العلم, ودفاعها عن مساجد القدس، مشيرًا إلى دور أهل الضفة الغربية، قائلًا "إنَّ أهل الضفة لا يمكن أن يكون موقفهم مما يحدث في القدس موقف المتفرج، فأهل الضفة يريدون أن يؤكدوا موقفهم بحرصهم على قدسية الأقصى والمدينة المقدسة، ولكن على السلطة أن توفر لهم أجواء الحرية، ولا تعمل على قمع مسيراتهم كما حصل في الخليل ونابلس".
ونوّه إلى أنَّ "هذه فرصة ثمينة للسلطة، لتؤكد على فشل مفاوضات السلام، وانحيازها لخيارات شعبها بالتحرر، وما أتمناه من السلطة، أن تدرك أننا بأمس الحاجة، إلى أن تجسد السلطة ما يدور في قلب كل فلسطيني، تجاه المسجد الأقصى المبارك".
وأشار صلاح إلى انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، موضحًا "الانتفاضة الثالثة انطلقت, وأهم ما يميزها أنَّ المقدسي يشعر أنَّه يخوض معركة البقاء، بأن يكون أو لا يكون، وهو الآن أمام مخطط التطهير العرقي الذي يفرضه ويمارسه الاحتلال ضدهم"، مؤكدًا أنَّه "لو اجتمعت كل إرادة القهر الصهيونية لن تستطيع ثني إرادة المقدسيين عن التحرر".
مجموعة صعاليك
وتابع صلاح في حواره, أنَّه "لا يوجد شعب مختار يمارس الإفساد والقتل والجرائم، ونحن أصحاب حق، وحقنا أقوى من كل هذه الممارسات"، مشيرًا إلى أنَّ "الاقتحامات سابقًا كان ينفذها بضعة أشخاص ممن يوصفون بالصعاليك والمختلين عقليًا، أما الآن ينفذها قادة الأحزاب، ووزراء ونواب، وبأعداد تصل لمائة ومائتين".
وحول اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى مدججين بالسلاح، تحدى الشيخ صلاح أن يقوموا باقتحام المسجد الأقصى وبلا حراسة مدججة من الجيش، مشدّدًا في خضم حديثه أنَّ من يحاول الاقتحام يحملون نفسيات اللصوص, وبحراسات عدد كبير من جنود الاحتلال.
تقاعس عربي وإسلامي
وفي تعليقه على تقاعس العرب والمسلمين إزاء الاعتداءات على المدينة المحتلة، صرّح الشيخ صلاح متبرًا "إننا الآن أمام مرحلة مصيرية وعلى الأمة العربية والإسلامية، أن لا يقفوا موقف المتفرجين على معركة الانتصار للمسجد الأقصى المبارك".
وأردف قائًلا "نحن نحب الشعوب العربية والإسلامية، ونتفهم ما تعانيه من ديكتاتوريات الحكم، ولكن نتمنى منهم أن يقوموا بدور فاعل في الدعم الشعبي والإعلامي والمالي، وأن يقفوا ليقولوا كلمتهم بأنَّ القدس خط أحمر، والاعتداء عليها يعتبر بمثابة العدوان على الأمتين العربية والإسلامية".
وشدَّد صلاح "ما دمنا من أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، سنواصل دورنا بالتصدي للعدوان الصهيوني، ولن نسمح بالتقسيم المكاني والزماني، وسنبقى نؤكد هذا الثابت الإسلامي، ولن يكون نصيب الاحتلال الصهيوني أكثير من الاحتلال الصليبي الذي جاء هذه الأرض واندحر، ولا الاحتلال الانجليزي الذي جاء واندحر".


أرسل تعليقك