غزة – محمد حبيب
يحيي ""الصندوق السعودي" يمنح الشعب الفلسطيني 10 ملايين دولار" الشعب الفلسطيني في مصر وسورية والأردن في 5 حزيران / يونيو 1967 وحتى العاشر من الشهر نفسه، وأدت إلى احتلال إسرائيل لسيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان والتي تعتبر ثالث حرب ضمن الصراع العربي الإسرائيلي.
ولم تنته تبعات حرب 1967 حتى اليوم، إذ لا تَزال "إسرائيل" تحتلّ الضفة الغربية كما أنها ضمت القدس والجولان إلى حدودها، وكان من تبعاتها أيضًا نشوب "حرب أكتوبر" عام 1973 وفصل الضفة الغربيّة عن السيادة الأردنيّة، وقبول العرب منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بمبدأ "الأرض مقابل السلام" الذي ينصّ على العودة إلى ما قبل حدود الحرب لقاء اعتراف العرب بـ "إسرائيل"، ومسالمتهم إياها.
وأوضحت دائرة ""الصندوق السعودي" يمنح الشعب الفلسطيني 10 ملايين دولار" شؤون اللاجئين في حركة "حماس "، أن التمييز بين نازحي عام 1967 ولاجئي عام 1948 لم يكن إلا لأغراض تفاوضية لا قيمة لها البتة، أدت إلى إضعاف المطالب الفلسطينية، وأضاعت حقوق ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
وأفادت الحركة، أن حرب حزيران، كانت واحدة من الحروب التي استغلت فيها "إسرائيل" ضعف النظام العربي المهترئ، والشعوب العربية المغيبة، الأمر الذي نتج عنه احتلال "إسرائيل" كلًّا من الضفة الفلسطينية وشرقيّ القدس وقطاع غزة والجولان وسيناء، ومقتل أكثر من 15 ألف عربي، وتهجير أكثر من 350 ألف فلسطيني و 150 ألف سوري، وبناء عشرات المستوطنات وتهويد القدس.
وأضافت في بيان لها أن القرارات الدولية التي صدرت على إثر حرب حزيران، خصوصًا قرار "242" لم تعالج أصل المشكلة، وهي الاحتلال الصهيوني، بل اعترف بالاحتلال دون أن يستعيد أيًا من الحقوق العربية التي نهبها؛ ولذلك فإن فشل المجتمع الدولي ومسار التسوية يحتم انتهاج طريق جديد في التعامل مع المحتل، وهو المقاومة بكافة أشكالها، وعلى رأسها الكفاح المسلح الذي أقرته الشرائع السماوية والقوانين الدولية.
وتابع البيان: "تأتي الذكرى الـ 48 للنكسة والعالم العربي والإسلامي يصارع نكبات متتالية، فنحن نشهد هذه الأيام ضياع القدس، وارتفاع وتيرة الاستيطان، والتهويد في جميع فلسطين العربية المسلمة".
وناشد البيان الأمتين العربية والإسلامية الوقوف إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وعدم الاستسلام للقرارات الدولية الظالمة والعمل على تحويل هذه "النكسة" إلى نصر، داعيًا أبناء الشعب الفلسطيني إلى الاستمرار في النضال والكفاح، تحقيقًا للعودة.
ودعا إلى ضرورة أخذ العبرة والعظة من النكبات المتلاحقة، وإيقاظ الوعي العربي والإسلامي من الخطر الصهيوني الذي يمثِّل أسَّ البلاء في البلاد العربية على حد وصف البيان.
وذكر رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري، أن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى الحرية والانعتاق من الاحتلال الإسرائيلي وهو يعيش الذكرى الـ ٤٨ للنكسة.
وأوضح الخضري في تصريح صحافي صدر عنه بهذه المناسبة "كفى احتلال وعذابات لشعبنا في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والداخل والشتات".
وشدد على أن "إسرائيل" تعتدي على الكل الفلسطيني، وأنها في غزة تحاصر قرابة مليوني مواطن وتغلق المعابر وتوقف عجلة الإعمار والبناء والتنمية، وفي الضفة الغربية تواصل بناء جدار الفصل العنصري والتوسع الاستيطاني والحواجز بين المدن والقرى، إضافة إلى محاولات تهويد القدس وتصاعد اقتحامات المسجد الأقصى واعتقال وملاحقة المصلين والمقدسيين والاستيلاء على منازلهم، إلى جانب ملاحقة سكان الداخل المحتل.
وجدد الخضري التأكد على أنه بالوحدة الوطنية يستطيع الشعب الفلسطيني الوقوف في وجه الاحتلال وسياساته، إلى جانب حاجته لدعم وإسناد عربي وإسلامي لتعزيز صموده، مضافًا عليه الضغط الدولي لوقف إسرائيل عن انتهاكاتها واعتداءاتها وإعادة الحقوق المسلوبة للفلسطينيين.
ووجه رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار التحية لصمود الشعب الفلسطيني برجاله ونسائه وشبابه وأطفاله، لأنه البطل الحقيقي في ملحمة الصمود والصبر والتحدي.
وأكد عضو المكتب السياسي لجبهة "التحرير الفلسطينية" محمد السودي أن الخامس من حزيران يعيد إلى الأذهان ذكرى مؤلمة ألقت بظلالها القاتمة على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وتعدت آثارها وتداعياتها الوطن العربي لتشمل المنطقة والعالم بأسره، فقد أحدثت هزيمة حزيران عام 1967 تحولًا جوهريًا في المنطقة بكاملها، وزادت من حدة الصراع مع المشروع الصهيوني الاستيطاني، وأضافت إلى نكبة الفلسطينيين التي بدأت عام 1948 أبعادًا ووقائع جديدة، ووضعت الشعب الفلسطيني أمام تحديات جديدة استطاع أن يواجهها بقوة عزيمته وصلابة إرادته بانطلاقة ثورته المعاصرة التي جاءت انطلاقتها ردًا على النكبة، وأنه بعد ثلاثة أعوام وفي الخامس من حزيران، أقدم العدو على احتلال ما تبقى من فلسطين، القدس والضفة وقطاع غزة، في رد طبيعي على هزيمة حزيران ، فكانت معركة "الكرامة" البطولية الرد على عامل الهزيمة، وما زال الشعب قابضًا على الثوابت.
وأضاف السودي: "تأتي الذكرى النكسة هذا العام في ظل ظروف سياسية صعبة ومعقدة يمر بها شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، فمن جهة ما زال الاحتلال يصعد من عدوانه ويواصل حربه الشاملة على كل ما هو فلسطيني، وتوج الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بمواصلة الاستيطان وعزل القدس عن محيطها وتهويدها وفرض الوقائع الاحتلالية فيها، إلى جانب العربدة والتبجح العدواني لحكومة ائتلاف اليمين المتطرف والمستوطنين العنصريين، ومن جهة أخرى حالة الصمت الدولي والانحياز الأميركي الفاضح لدولة الاحتلال وممارساتها العدوانية البشعة في محاولة مكشوفة للقفز على الحقوق الوطنية العادلة والمشروعة لشعبنا الفلسطيني وتجاوز قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، في محاولة لفرض الحلول السياسية وفقاَ للإملاءات الأميركية التي رفضتها وترفضها منظمة التحرير الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، ونؤكد اليوم أن لا بديل عن الحقوق والثوابت الوطنية، مما يستدعي استمرار القيادة الفلسطينية بالتوجه نحو الأمم المتحدة لتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ودعوة المجتمع الدولي للاعتراف بكامل الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين وفق القرار الأممي 194، واستكمال الخطوة المقبلة بعد حصول فلسطين على عضو مراقب في الأمم المتحدة نحو الاعتراف بالعضوية الكاملة والاستمرار بالحراك السياسي والدبلوماسي على صعيد جميع الهيئات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية لتقديم الملفات من أجل محاكمة الاحتلال على جرائمه".
ودعت وزارة الإعلام الخميس، مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة إلى تنفيذ قراراتهما بشأن فلسطين، والتفريق بين المقاومة المشروعة والتطرف؛ لأن ممارسات الاحتلال تمثل التطرف الفعلي شكلًا ومضمونًا.
وجاء ذلك في بيان صادر عن الوزارة في الذكرى السنوية الثامنة والأربعين للنكسة، حيث حثت وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية إلى التوقف مطولا عند هذه الذكرى المؤلمة، وتوثيق شهادات الذين تجرعوا مرها، وذاقوا ويلاتها.
وأضاف البيان: "وترى الوزارة في هذه المحطة السوداء وفصول عدوان الاحتلال، وسياسات الإبادة الجماعية، والتشريد، والتهويد، والاستيطان، والاعتقال، والحصار، والجدران، والتهويد، وكل أشكال التطرف، موعدًا لتذكير العالم بتوق شعبنا للحرية، من آخر وأطول احتلال في التاريخ المعاصر".
وتابع: "إن التزامن بين النكسة والنكبة بمثابة نداء حرية للعالم؛ لتصويب قصر نظره عن استمرار معاناة شعبنا ونزفه، في وقت تواصل إسرائيل تحدي كل القرارات الأممية، وتضرب عرض الحائط بالشرعية الدولية، وإرادة الحرية".
وأكدت الوزارة أن ذكرى النكسة هذا العام تختلف عن سابقاتها، بانضمام فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية، وتوقيعها على معاهدات ومواثيق تسرع من وتيرة مقاضاة إسرائيل على جرائمها، التي لا تسقط بالتقادم.


أرسل تعليقك