غزة – حنان شبات
كشف تقرير استخباري إسرائيلي مؤخرًا، الأسباب التي دعت حركة حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة، إلى قبول وقف إطلاق النار بعد قتال دام 51 يوماً (غزة صيف 2014).
ونفى التقرير المكون من 80 صفحة، ونشر مؤخراً تحت عنوان "العلاقة بين نظرية القتال والتكنولوجيا الحديثة"، وجود علاقة بين الدمار الذي حل بحي الشجاعية خلال الحرب الأخيرة، وبين موافقة حماس على وقف القتال.
وأوضح التقرير أن "تدمير" حي الشجاعية أو ضاحية بيروت الجنوبية لم يدفع كلاً من حماس وحزب الله للقبول بوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن توقف الحربين جاء بفعل أسباب مختلفة تماماً ونابعة في الأساس من اعتبارات سياسية وعسكرية داخلية.
وأشار التقرير إلى إن "انتهاء الحرب غير متعلق بالقوة النارية المستخدمة فيها باتجاه العدو، بل تعتمد أكثر على مدى قناعة العدو بجدوى استمرار الحرب، وكذلك قدرته على تغيير موازين السيطرة والقوة لصالحه في الحرب".
وتابع التقرير، "هنالك اختلاط في مفاهيم الانتصار والحسم في المعارك الأخيرة التي خاضها الجيش في قطاع غزة، فبإمكان العدو الإعلان عن انتصاره في نهاية المعركة ويعلن عن انجازاته، وقد يكون محقاً لأن أهداف حربه متواضعة وقابلة للتحقق، ولكن مشكلة الجيش تكمن في التطلع لإنجازات كبيرة وقد لا تتحقق، ولذلك فلا يمكننا القفز من النصر إلى الحسم".
وأضاف "هنالك فرق بين انتصار ذاتي وانتصار يعلن فيه العدو أيضاً عن هزيمته، فإسرائيل مقتنعة بأنها حققت انتصارات على مدار 40 عاماً، ولكن حماس وحزب الله مقتنعون مثلها بأنهم انتصروا، وهذه الظاهرة تتكرر بعدها ونقوم بالنظر للنتائج ونعرب عن رضانا، ولكننا نفاجأ مرة بعد مرة بأن العدو لا يرى في ذلك نصراً، ونقوم بسؤال أنفسنا مرة بعد مرة: كيف عادوا لإطلاق الصواريخ بعد كل هذه الحروب ؟ ".
ونوه التقرير إلى عجز الجيش عن استخدام تفوقه العسكري والتكنولوجي، أمام عدو لا يستخدم أساليب مشابهة، بل يعتمد على مبادرات ذاتية مريحة لبيئتهم، وذلك يقلل من فروقات التفوق.
ولفت إلى استخدام الجيش سابقاً لقوة نارية كبيرة جداً لتحقيق الحسم في المعركة، ولكن هذا الأسلوب لا يجدي أمام عدو هذه الأيام، فلا داعي وليس من السهل تدمير العدو بالكامل خلال هذه المعارك، ولكن يجب تحقيق السيطرة على الوضع العام من حيث التطورات وقدرته على المقاومة وما شابه، وذلك بناءً على أهداف العملية.
وأشار التقرير إلى أن أحد أسباب عجز الجيش عن حسم المعارك الحديثة، هو ضعف التعليم العسكري المهني بين قادته، وإطلاعهم على تجارب الجيوش الأخرى، في الوقت الذي يعتمد قادته على تجاربهم الشخصية والبناء عليها أكثر من أي نظريات عسكرية خارجية.
بدوره أوضح الخبير في التخطيط الاستراتيجي للسياسة الأمنية الدكتور "ديماه ادماسكي"، أن اعتماد الجيش أكثر وأكثر على تفوقه التكنولوجي بعد العام 67، دفعه للتركيز على الجوانب التكنولوجية أكثر من العامل البشري الذي لا يقل أهمية عنها، الأمر الذي يترجم بإخفاقات في ساحات المواجهة المباشرة.
واعتبر ادماسكي أن إخفاقات الجيش في السنوات الأخيرة، سببه اختلال التوازن العسكري لصالح التفوق التكنولوجي، وإهمال الجندي وتفوقه في الميدان ، وأضاف أن "هذا الإخفاق برز أكثر خلال حرب لبنان الثانية وحرب غزة الأخيرة، حيث اعتمد قادة الجيش على تجاربهم السابقة وتفوقهم التكنولوجي، دون التعلم أكثر عن أساليب قتال العصابات الجديدة".


أرسل تعليقك