"بي بي سي" تسعى إلى توظيف مذيعين من ذوي الإعاقة الجسدية

أعلنت شبكة القنوات الإخبارية البريطانية "بي بي سي" عن حاجتها إلى تعيين مذيعي نشرات الأحوال الجوية من دون أي مؤهلات أو خبرات سوى "الإعاقة الجسدية"، انطلاقًا من بحث الشبكة عن وجه جديد لتقديم نشرات الطقس، حرصًا على تعزيز التنوع على الشاشة.

وأكد الإعلان الرسمي الذي نشر على الموقع الخاص بالوظائف الخالية التابع للشبكة البريطانية، أنه لا يوجد أي مذيعين لنشرات الأحوال الجوية من ذوي الإعاقة، مضيفًا: " هل ترغب في مشاركة شغفك بالطقس من خلال تقديم نشرات الطقس؟ إذا هل تعاني من أي إعاقة جسدية؟".

وأوضح: "لا يعمل لدى "بي بي سي" حاليًا أي من مذيعي نشرات الأحوال الجوية الذين يعانون من عجز ولذلك فنحن حريصون على تعزيز التنوع على الشاشة، ولذلك لا يوجد الحاجة إلى الخبرة أو المؤهلات في مجال الأرصاد الجوية".

وكانت ردود الأفعال على هذا الإعلان الذي يعبر عن التمييز الإيجابي لم تكن مرحبة، فأعرب البعض عن غضبهم، بينما تعرض البعض الآخر للصدمة.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي تعين فيها الشبكة البريطانية مذيعين من باب رغبتها في التنوع، حيث عينت رجلًا مسلمًا ملتحيًا يدعى إقبال صادق، والذي قدم النشرة الأخيرة للأرصاد الجوية.

وأفاد مصدر مطلع، "يبدو أن هيئة الإذاعة البريطانية فقدت صوابها السياسي برغبتها في التنوع، ومن المؤكد أنَّ الشروط الواجب توافرها في مقدم النشرات الجوية هي الخبرة وليست الإعاقة الجسدية".

واستطرد: " بالطبع ندعم جميعًا حصول ذوي الإعاقة على وظائف كبيرة ولكن من المنطقي أن تتوفر لديهم الخبرة والمؤهلات المناسبة".

واعتادت شبكة "بي بي سي" على تعيين خبراء أرصاد جوية لديهم المؤهلات المناسبة، حتى تمكنت من تكوين فريق عمل يتمتع بخبرة هائلة، فعلى سبيل المثال يملك خبير الأرصاد الجوية لدى الشبكة البريطانية اليكس ديكين، شهادة الفيزياء الفلكية، وكريس فوكس حاصل على شهادة الجغرافيا، أما بيتر جيبس فهو خبير الأرصاد الجوية القطبية وفيليب أفيري هو خبير الطقس البحري.

وسبق أن استعانت "بي بي سي" بالعديد من الخبراء الذين يعملون لدى الهيئة العامة للأرصاد، بما في ذلك مايكل فيش الذي نفى هبوب إعصار "القرن" المدمر في بريطانيا عام 1987.

ولفتت الشبكة البريطانية في إعلانها إلى أنها ستوفر فرص تدريب مجانية لمساعدة الرجال والنساء من ذوي الإعاقة، حتى يشعروا بالرضا والراحة أثناء تقديمهم نشرة الأحوال الجوية سواء في التلفزيون أو في الراديو.

كما ستوفر الشبكة للمرشحين إمكانية الحصول على دروس متقدمة يلقيها مذيعي نشرات الأحوال الجوية الحالية فضلا عن جلسات تدريبية مع المدرب صوت، كما ستوفر جلسات لتصميم أزيائهم الخاصة بالنشرات مع المصمم المتخصص، فضلاً عن تلقي تدريب بشأن طرق استخدام سماعة الأذن وإلقاء التعقيبات الحية.

وأوضح الإعلان أنَّ المرشحين للحصول على الوظيفة، سيلتقون مذيعي نشرات الأحوال الجوية وأعضاء فريق الإنتاج وسيتعلمون ما يلزم لتقديم نشرات الأحوال الجوية.

وسيتأهل المرشحون لشغل الوظيفة، الذين يشاركون في التدريبات اللازمة، للتقدم لشغل الوظائف الشاغرة في المستقبل.

وذكر متحدث باسم بي بي سي: "لا نعلن عن مقدم طقس معاق، لكنها تعتبر فرصة تدريبية مفتوحة للرجال والنساء ذوي الإعاقة الذين لديهم ولع بالطقس والبيئة، والذين لديهم القدرة على أن يصبحوا مذيعي نشرات الأحوال الجوية في المستقبل"، وأضاف: "لا توجد وظائف مضمونة في نهاية التدريب".