غزة – علياء بدر
نجحت الطواقم الطبية في قسم القسطرة القلبية في مجمع الشفاء الطبي في غزة برئاسة استشاري ورئيس قسم القلب والقسطرة القلبية في المجمع الدكتور محمد حبيب، بإجراء أول عملية فتح في غشاء القلب بواسطة بالون الغشاء القلبي أو ما يسمى "التامور" أو "غلاف القلب"، وهو عبارة عن غشاء مزدوج رقيق ولكنه قاس له طبقتان إحداهما جدارية والأخرى باطنية ملتصقة بعضلة القلب التصاقًا وثيقًا، ومن الطبيعي أن توجد كمية بسيطة من السوائل لا تتعدى 50 ملل صافية اللون بين طبقتي هذا الغشاء وهي عبارة عن بلازما مفلترة لا تختلط بالدم الموجود داخل عضلة القلب نهائيًا.
وأوضح الدكتور حبيب، أن الكمية في حالة تغيير مستمر حيث هناك توازن بين إنتاج ذلك السائل من الخلايا المبطنة للغشاء المحيط بعضلة القلب وكذلك الامتصاص المستمر من القنوات الليمفاوية لذلك الغشاء، ووظيفتها أن تقلل الاحتكاك بين عضلة القلب والنسيج الليفي المحيط بالقلب كما وتحمي القلب من الأعضاء المحيطة فيه وتثبته في مكانه داخل التجويف الصدري وتوزع الضغط بانتظام على جميع حجرات القلب.
وأضاف أن تجمع السوائل الكثيف والمتكرر في غشاء القلب والذي يتكون غالبًا نتيجة أورام في منطقة الصدر يعالج عادة عن طريق الجراحة، وذلك بإجراء فتحة في هذا الغشاء لتجنب تجمع السوائل فيه مرة أخرى، ولكن الكثير من هؤلاء المرضى نتيجة وضعهم الصحي من الصعب إجراء هذه العملية لهم، ولكن أمام هذه الحالة تمكن طاقم قسم القلب والقسطرة في مجمع الشفاء الطبي بعمل فتحة في غشاء القلب عن طريق بالون خاص وبواسطة قسطرة القلب بنجاح ودون أية مضاعفات لمريض كان يعانى من تراكم للسائل في غشاء القلب وبدرجة كبيرة جدًا ومتكررة، وتم تفريغ لترات عدة من غشاء القلب بواسطة أنبوب تم تثبيته في غشاء القلب، مؤكدًا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجراء هذا النوع من العمليات في قطاع غزة.
ومن الجدير ذكره أنه تم استحداث هذه الطريقة لعمل فتحة في غشاء القلب عن طريق بالون خاص لأول مرة في العالم عام 1991، وأثبتت هذه الطريقة في العلاج نجاحها في الحفاظ على خلو الغشاء القلبي من تراكم السوائل الضار والمتكرر، وأعطت المرضى فرصة العيش في الحياة.
في سياق متصل بدأت وزارة الصحة المرحلة السابعة من برنامج زراعة الكلى ونقل التقنيات، بإجراء أولى عمليات المرحلة لمريض يبلغ من العمر (41 عامًا)، يعاني من الفشل الكلوي.
وتبدأ المرحلة السابعة بتمويل فريق العون الصحي "بيما"، وتنسيق وإشراف مؤسسة الخبرة للاستشارات والتنمية، وبالتعاون مع تجميع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، وبتنفيذ مبادرة "ليفربول لزراعة الأعضاء" ممثلة برئيس الوفد الطبي المشرف على عمليات زراعة الكلى، رئيس مركز زراعة الأعضاء في مستشفى جامعة "ليفربول" في بريطانيا الدكتور عبد القادر حماد، وبمشاركة الطاقم المحلي برئاسة رئيس لجنة زراعة الكلى الدكتور صبحي سكيك، ورئيس قسم الكلية الصناعية في المجمع الدكتور عبد الله القيشاوي، وأخصائي جراحة الأوعية الدموية في المجمع الدكتور حسين أبو حالوب، ورئيس قسم جراحة المسالك البولية في المجمع الدكتور فايز زيدان، وأطباء التخدير الدكتور تيسير يونس، والدكتور هشام الزيناتي، وطاقم تمريض العمليات برئاسة الأستاذ هاني حمادة.
وتحدث الدكتور القيشاوي حول أولى عمليات المرحلة السابعة، أن المريض أحمد أبو الشعر يعاني من الفشل الكلوي منذ سبعة أشهر ويجري جلسات غسيل الكلى مرتين أسبوعيًا، حيث تم فحص تطابق الأنسجة والفحوصات المخبرية من المتبرع وهي أخته وتبلغ من العمر (31 عامًا).
وأضاف الدكتور عبد القادر حماد، أن المرحلة السابعة تأتي ضمن برنامج زراعة الكلى ونقل التقنيات، موضحًا أن المراحل السابقة والتي شهدت إجراء 18 عملية جميعها تكللت بالنجاح، خصوصًا بالحديث عن مشاركة فعلية لطواقم فلسطين تدربت على مثل هذه العمليات النوعية على طريق تدشين مركز وطني لزراعة الكلى وإنهاء معاناة مرض الفشل الكلوي.
ونفذ فريق الدعم النفسي في المجمع زيارة للمرضى للإطلاع على أوضاعهم والعمل على رفع معنوياتهم قبيل إجراء العمليات.


أرسل تعليقك