وجه الشبه بين الملح ووصف المرأة ذات الوجه الجميل به
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حَظِي باشتقاقات في اللغة العربية وعظَّمه العرب

وجه الشبه بين الملح ووصف المرأة ذات الوجه الجميل به

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - وجه الشبه بين الملح ووصف المرأة ذات الوجه الجميل به

ملوحة الملح
القاهرة ـ سعيد فرماوي

حَظِي الملح باشتقاقات كثيرة في اللغة العربية، جعلت منه كناية عن جمال المرأة أو صفتها بالجمال، وذلك رغم حلاوة السكّر وهو الحبيبات التي تُوضع على مأكول أو مشروب ليصبح طعمه حلوا، فيقال "مليحة"، ويقال للحسن، بصفة عامة، مليح، وكل ما هو مرغوب من طرف ونوادر، صار مُلحا، لكن كيف تشتق كلمة من الملح، يشار بها إلى جمال المرأة، أو الحسن في الشيء، عوضا من السكّر، مثلا، والذي لعذوبة طعمه، كان يمكن أن تخرج منه كلمة تدل على جمال النساء، أو الرجال، أو الحسَن المقبول المرغوب الجميل؟
ولماذا في السليقة العربية أخرج من ملوحة الملح، ملاحة وجمالا، لتصير المرأة الجميلة، مليحةً، وما يعجبنا من أشياء ونوادر، وما يُستظرَفُ، مُلحا؟

الملح هو اللبن وهو الرضاع أيضًا
لا تأتي كتب اللغة، بالكثير الكاشف عن سرّ خروج كلمة تصف الجَمال البشري، من الملح. إلا أن العودة إلى الأمهات، تضيء جانباً خفياً وجوهرياً، وهو أن من معاني الملح "الرضاع!"، كما ينقل الفراهيدي، في أقدم قواميس اللغة العربية.
وتتحرك كلمة الملح، في الذائقة العربية القديمة المنتجة لهذه اللغة، فتقول "أملح البعيرُ، إذا حمل الشحم". يقول الزبيدي في تاجه، ويضيف: "ويقال: كان ربيعنا مملوحاً"، وينتقل إلى معنى الرضاعة في الملح، فيقول: "المِلاحُ، الرضاع، مصدر مالح ممالحة". ثم، في مكان آخر: "الملحُ اللَبنُ". وانتبه الزبيدي المشهور بسعة اطلاعه، إلى مدلول الملح، أصلاً، عند العرب، فيقول بالنقل: "والعرب تعظّم أمر الملح والنار" وفي موضع آخر: "العرب تحلف بالملح والماء تعظيما لهما"، وكذلك فعل الأزهري في تهذيبه: "الملح، الرضاع" ناقلاً عن الأصمعي: "ملَحنا، أي أرضعَنا". ويضيف رقيقة من رقائقه، فيؤكد: "الملح يؤنّث ويذكر، والتأنيث فيه أكثر". ثم يعمم كغيره من مؤلّفي الأمهات: "الملحُ، اللبن". ويستخدم فيقول: "ملَحَ اللهُ فيه، أي مبارك له".
ويقطع الزبيدي، في التاج، في أحد الاستعمالات، أن الملح هو "الحُسن، من الملاحة" وقد ملحَ يملح، أي حَسُنَ.

العرب كانت تعظّم الملح وتحلف به
لكن، هل يكفي اتحاد الملح باللبن، في قديم اللغة العربية، ليكون سببا في توليد كلمة تدل على حسن المرأة، أو حسن الرجل في استعمالات قليلة، أو ما يستظرَف، بصفة عامة؟
ما أشار إليه لغويون كبار، في أن العرب تعظّم الملح وتحلف به، يوضح جانبا تاريخيا من أهمية هذه المادة عند العرب، إلى جانب التصاقها باللبن، مجازاً وتصريحاً. فقد تحدث العلاّمة العراقي، جواد علي، في كتابه (المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام) عن "القصور الملحيّة" في كثير من "أنحاء جزيرة العرب" ووجوب أن ترتبط "بظهور قصص بناء القصور من الملح المنتشرة في كتب التاريخ والأدب" على حد تأكيده.
وبناء عليه، يؤكد علي، وهو الباحث المنقّب في طيّات اللغة العربية، أن العرب "حلفت بالملح والماء"، أو "بالملح والخبز". ثم يسرد جانبا من تعظيم العرب للملح، فكانوا يتعاقدون عليه، ثم يحلفون، مشيرا هو الآخر، إلى أن الملح عند العرب، شيئان، الملح المعروف الذي يتملح به، واللبن.
ويقول في مفصّله إن العرب من الذين يقيمون للقسم بالخبز والملح، وزناً عظيماً عندهم، فكانوا يحلفون بهما، كما يحلفون بالله. على حد سرده. فضلاً من أن الملح كان جزءاً من طقوس دينية، قبل الإسلام، لدى جماعات دينية معروفة، كان لها وجود قديم في الجزيرة العربية.
التصاق اللبن بالملح، وما يشتمله من معنى الحياة والنمو والغذاء، وتعظيم العرب للملح وحلف اليمين به، جعل من الكلمة إشارة إلى القرب والمودة والعهد، فمن نقض العهد، كمن ينقض صلة القربى الناتجة من الإرضاع، ذلك أن الملح الرضاع، والملح اللبن، ويحلف به، حتى إذا أكلت مع فلان، أصبح الفعل "ممالحةً" يعتبرها الزبيدي من المجاز، على اعتبار أن الممالحة لفظة "مولدة ليست من كلام العرب". إلا أنه يوضح بالنقل: "إنما الملح رضاع الصبي".

المليحة العذراء ترمي فؤاد عنترة بسهام عينيه!
تأتي كلمة الملح، بمعنى "البركة" فيقال "لا يبارك الله فيه ولا يملّح". وإن أراد أحد من أحد أن يحسّن صورته وسمعته، عند شخص آخر، فيقول له: "أحب أن تملحني عند فلان..". ينقل الزبيدي. هنا التمليح، بمعنى التجميل، تماما، إلا أن ما اعتبره صاحب التاج، لفظة مولدة ليست من كلام العرب، قطع بها أقدم قواميس العربية، العين، فيقول: "الممالحة، المواكلة". من الأكل. وهو تعبير لا يزال بين الناس، إشارة إلى العهد وحبال المودة. وإلى الآن، يقال: "بيننا، خبز وملح".
وفي ما يقول الزبيدي، إن السُّكَّر، من الحلوى، معتبراً أنها "معرّبة"، يستخرج الفراهيدي مفرداً لها، ويقول "السكّرة، الواحدة من السكّر، وهو من الحلوى". لكن، على الرغم من حلاوة هذا السكر وعذوبته، إلا أن الملح أشار للجَمال وإلى الحسن وإلى المستظرف، أكثر منه. فالملح، لبن وإرضاع، وذو شأن عظيم عند العرب فحلفت وتعاقدت به، ثم صار الشيء المرغوب مليحا، والنوادر مُلحا، أما الحسناء صاحبة الوجه الوضيء، فهي "مليحة"، ومِن أجل هذا كان الملح إلى جمال النساء، أقرب في الوصف، وإلى ما نستظرفه أقرب في التعبير، من السكّر الذي هو حلو المذاق، إنما عجز بالإحاطة بـ"حلاوة" الحسناوات، فبقي مجرد طعم، فيما الملح يتنقّل، بسعة وغزارة، ما بين ملح الطعم، وملح اللبن، والملح المعظّم لدى العرب، فصار من الطبيعي، مثلاً، أن يتوجّه عنترة لمحبوبته بهذا القول: رمتِ الفؤادَ مَليحةٌ عذراءُ بسهام لحظٍ ما لهنّ دواءُ.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجه الشبه بين الملح ووصف المرأة ذات الوجه الجميل به وجه الشبه بين الملح ووصف المرأة ذات الوجه الجميل به



أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 17:55 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

الرجال يجدون صعوبة في قراءة مشاعر النساء

GMT 08:02 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

صحافي باكستاني انتقد الجيش يحكى كواليس اختطافه

GMT 18:39 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"تعشب شاي" يستضيف دينا الشربيني الإثنين المقبل

GMT 14:16 2015 الأربعاء ,18 شباط / فبراير

مكافحة السمنة المفرطة لدى الأطفال تتقدم ببطء

GMT 07:41 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقدِّم برنامج تلفزيوني يفشِّل خدعة "ملك الكونغ فو"

GMT 02:00 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تتطلع إلى عام 2016 صحبة زوجها وأطفالها

GMT 03:59 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

منى الحسيني تؤكد استمرارها في التليفزيون المصري

GMT 14:57 2015 الإثنين ,13 تموز / يوليو

هبوط أسعار النفط في بداية التعاملات الآسيوية

GMT 23:07 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

طريقه سهلة وبسيطة لعمل شيش الكباب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday