انفجارات الألوان الملاذ من أصوات القذائف في عالم علي بني صدر
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

يقيم معرضًا لأعماله في غاليري “ثاديوس روباك” في باريس

انفجارات الألوان الملاذ من أصوات القذائف في عالم علي بني صدر

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - انفجارات الألوان الملاذ من أصوات القذائف في عالم علي بني صدر

عمل الفنان علي بني صدر
واشنطن ـ فلسطين اليوم

يجلس الفنان الأميركي إيراني الأصل، علي بني صدر، بهدوء في انتظار بداية الحوار معي في أحد مطاعم “غراند باليه” (القصر الكبير) في باريس، الحديث معه شيق ومليء بالمعاني والأفكار والذكريات والفن البحت الذي يأخذك معه إلى أعماق الفنان، لنستكشف كيف تكونت الرؤية الفنية المدهشة التي تميز لوحاته.بني صدر موجود في باريس لحضور افتتاح معرضه السادس مع غاليري “ثاديوس روباك” تحت عنوان “الفوضى المنظمة”، ووجد الفرصة أيضًا للتجول في صالات عرض كعرض “فياك” للفنون الذي

أقيم مؤخرًا في العاصمة الفرنسية. بداية، علي بني صدر ينتج اللوحات المرسومة بألوان الزيت أو بالفحم، وهو أمر يميزه عن غيره من الفنانين المعاصرين الذي اتجهوا لأشكال أخرى من التعبير الفني مثل “الفيديو آرت” والأعمال المفاهيمية. في لوحاته دائمًا هناك حركة مستمرة، زحام من شخوص وأشكال وضربات فرشاة قصيرة أو طويلة، محملة بالألوان، أجدني أسأله عن الشعور الذي يراودني عند رؤية لوحاته بأني أشهد نوعًا من الانفجار الذي سرعان ما يخفت لينتهي بلون واحد هادئ مثل اللون الأزرق. يجيب بهدوء ليزيد حيرتي: “هل يمكنك رؤيتها كحالة هدوء تنتهي بعاصفة أو انفجار؟ أو ربما هي دائرة من الحركة والهدوء، فأنا لا أفكر في الخطوط المستقيمة”.

اقرأ أيضا:

افتتاح معرض "غاليري بهلر" في وسط البلد

 في كل الحالات، لا يمكنني إلا التوقف أمام لوحاته، التي يعرض لي بعضًا منها على هاتفه، وكأنما هناك أصوات عالية تتمازج ما بين الشخوص المختلفة التي يمكننا تبين ملامحها، أو حتى خطوطها العريضة، هل نرى هنا رجلًا يمسك بيده ما يشبه العصا؟ أم هل هذا رسم لطفل يقف أمام ما يشبه حطامًا ودمارًا؟ كل ذلك ممكن، فالفنان الذي ولد في إيران، وعاش فيها طفولته المبكرة، قبل أن يغادرها لنيويورك، حيث يعيش الآن، عاصر الكثير من الأحداث في وطنه الأم، ممثلة في الثورة الإسلامية والحرب الإيرانية العراقية.

 يذكر في أحد أحاديثه التلفزيونية أن أعماله تعبر عن الأصوات التي عاصرها، وتساعده في تكوين لوحاته، وفي اختيار الألوان. وربما يمكن فهم الارتباط بين الأصوات والأشكال لدى الفنان، إذا عرفنا أنه يعاني من حالة طبية تربط بين أكثر من حاسة، وفي حالة فناننا هنا، فالارتباط لديه بين المسموع والمرئي. يذكر تأثير صافرة الإنذار وأصوات الانفجارات ضمن العوامل التي ترسخت في ذاكرته، يذكر أيضًا تأثير ارتجاج الأرض جراء الانفجارات، ونتيجة القصف الجوي، ويقول إن الطريقة الوحيدة التي كان يمكنه بها فهم ما يدور حوله، أو حتى

التعامل معه، كانت عن طريق الرسم. وربما هنا يمكننا رؤية كل تلك الألوان والشخوص وحركات الفرشاة كتعبير عن تلك الأصوات، هل تشبه تلك الخطوط المتقاطعة، في فوضى جميلة مقلقة، تأثير الانفجارات على الأرض؟ في أحد لقاءاته الصحافية قال إن ذكرياته أثناء حياته في إيران كانت خليطًا من الصور؛ نصفها مجرد، ونصفها الآخر أشكال يمكن تحديدها.أسأله عن تحضيراته لعملية الرسم، هل هناك طقوس لعمله؟ ويجيبني بقوله “أنا لا أحضر ما أريد رسمه، أضع ما يدور بذهني في اللوحة، وحتى الأشخاص الذين ترينهم، أو يمكنك

تحديد خطوطهم العريضة في اللوحات، هم أقرب للإشارات منهم للأشخاص الفعليين، فقط هياكل لأشخاص، قد يكونون أشخاصًا من الحقيقة أو خيالًا لشخصيات مستقبلية”.
لبني صدر نظرية خاصة في تكوين موضوعاته، يرى اللوحة وكأنها خشبة مسرح تتفاعل عليها شخصيات الممثلين، التي تتفاعل بدورها مع الألوان ومستويات الرؤية ما بين القريب والبعيد. في لقطة من أحد الأفلام الوثائقية، نراه وهو يدور في شوارع نيويورك بحثًا عن الإلهام، أو عما يشد بصره، يتوقف أمام باب حديدي بثنيات عرضية مثل أبواب المحلات، يقف

قليلًا، ويلتقط صورة له، ولاحقًا نرى أنه استخدم تلك الخطوط في إحدى لوحاته شارحًا أنها تمثل حاجزًا ما بين مقدمة اللوحة وما خلفها.
 في معرضه بغاليري “ثاديوس روباك” بباريس، يقدم الفنان عددًا من أعماله المميزة بضربات فرشاته التي تتحرك بعنفوان، لتخلق الانفجارات، وأيضًا الهدوء والفوضى المعبرة بجمال وعمق. يقول في تقديمه للعرض: “عندما أبدأ في رسم إحدى لوحاتي أعتمد دائمًا على صوت داخلي، بمجرد أن أضع الفرشاة على القماش يبدأ الصوت، وأشرع في تكوين العمل معتمدًا على الأصوات التي أسمعها خلال الرسم. (الأصوات) هي القوة التي تقف خلف اللوحة وتمنحني القدرة لتكوين عناصرها، وتجمع بين عناصر العمل كلها”.

 في “الفوضى المنظمة”، يقدم بني صدر مجموعة من الأعمال الجديدة التي تعبر عن حالة عدم الاستقرار في العالم الآن، وإن كانت لا تعتمد على التشخيص، أو حتى على التجريد المطلق. في لوحاته تنطق الأسطح القلقة، وتتعاكس مع المساحات الهادئة، خالقة مناطق من اللوحة، حيث يسود النظام والهدوء يعبر عنها بضربات فرشاة واثقة وثابتة، لتواجه أجزاء أخرى تتسم الحيوية، وكما يشير عنوان المعرض “الفوضى المنظمة”، فالفنان يحاول من خلال لوحاته أن يفهم الفوضى الكامنة في العالم.

 يتحاشى بني صدر التركيز على جانب معين في تشكيل اللوحة، فلا يوجد هنا عامل أساسي أو شخصية بارزة، وإنما نجد أن أشخاصه وأشكاله في حركة مستمرة تتداخل وتتماوج، وتغلب على بعضها الآخر، ولعل تلك الحركة المستمرة هو ما يخلق الطاقة التي تتفجر من اللوحات، وتجذب الناظر ليقع في أسرها محاولًا حل أسرارها.
يذكر بني صدر أنه يتعامل مع لوحاته من منظور عين الطائر، من أعلى يرى العالم وينقل رؤيته على اللوحة، لتخرج لنا بتموجات من الأشكال والألوان والخطوط يجب الوقوف أمامها لفترة من الوقت لتفكيك ذلك العالم العبقري والمجنون الذي يقبع داخلها.

قد يهمك أيضا:

علاء ثابت يفتتح معرضًا فنيًا لـ جيهان ماهر بحضور منير فخري عبدالنور

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفجارات الألوان الملاذ من أصوات القذائف في عالم علي بني صدر انفجارات الألوان الملاذ من أصوات القذائف في عالم علي بني صدر



أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 12:07 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

حفر اسم ليفربول على كأس الدوري الإنجليزي

GMT 21:16 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

طبيعة خلابة ومغامرات لا تنتهي في المكسيك

GMT 19:13 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

لاعبة وادي دجلة تفوز بكأس مسابقة لكسمبورغ الدولية للجمباز

GMT 16:58 2015 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على الممثلات المستخدمات لـ"فن الريلوكينغ"

GMT 13:15 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

حفل ختام مهرجان مسرح بلا إنتاج أمس في مكتبة الإسكندرية

GMT 18:58 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

الدولار يتراجع أمام الروبل الروسي

GMT 04:06 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بريطانيا تكشف عن ورقة نقدية جديدة يظهرعليها جوزف تورنر

GMT 17:14 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday