"أيام المسرح" تستوحي أعمالها من الحياة اليومية للأطفال في غزة

"أيام المسرح" مؤسسة تشق طريقها وسط الظروف الصعبة في غزة، يمتاز مسرحها البسيط والمتواضع بميزة مغايرة عن واقع غزة الأليم، إذ يعتبر المسرح وجهة يقصدها الكثير من الشباب والأطفال للهروب من الواقع.

وأوضح المدير التنفيذي لمؤسسة "أيام المسرح" في غزة، رأفت العايدي، أنَّ "أيام المسرح" تعمل في عدة مجالات فنية مثل التمثيل المسرحي  والدراما بالإضافة لقسم تصميم الرسوم المتحركة.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "فلسطين اليوم" أنَّها ترتكز في عملها على الأطفال حيث تستهدف الأعمار السنية التي تتراوح من  عمر 5 سنوات وحتى  17 سنة.

وبيَّن العايدي أن مؤسسة "أيام المسرح" ترغب في أن تصبح نشاطات الدراما و المسرح و النشاطات الإبداعية جزءًا ثابتًا ومنتظمًا في حياة الشباب في فلسطين ليتمكنوا من إيجاد صوتهم الفردي والشعور بالذات، بالإضافة إلى تشجيع و تحفيز هذه النشاطات، وتوفير أسس التنمية السلمية في فلسطين القائمة على احترام حقوق الإنسان و المجتمع المدني.

وكشف أنَّ "أيام المسرح" تسعى لتحقيق ذلك من خلال العمل من مؤسسات التعليم الرسمية و المنظمات المحلية التي تعمل مع ومن أجل الأطفال والشباب.

وأضاف العايدي أن "أيام المسرح" عبارة عن مركز لتدريب الدراما وفي الوقت ذاته مسرح للعب، وأن الأعمال المسرحية التي تنتجها تستوحي من الحياة اليومية للأطفال في فلسطين.

وأوضح أنَّها تتمحور حول المجتمع في معظم الأحيان، بالإضافة إلى الأعمال التي ترتكز على مصادر تراثية وثقافية، وأدب فلسطيني وعربي.

وتابع "عمل أيام المسرح يعتمد على المجتمع، نحن نسمع للأطفال، الطلاب، المعلمين، الأهالي، المدرسين و الوزارات و بعدها نغلق الأبواب و نبدأ بعمل الفن، هذا الحوار المستمر مع المجتمع ينتج مسرحيات وعروض تتيح فرصة للنقاش وترسم على وجوهنا ابتسامة وأحيانًا الدموع، بالإضافة إلى إعطاء فرصة للجمهور لخوض تجربة ثقافية يشعرون بالانتماء لها".

ونوه العايدي إلى أنَّ كل طفل في فلسطين يعرف المشكلة التي يعانيها منه، لافتاٌ إلى أنَّ "أيام المسرح" تؤمن بشيء واحد وهو الإيمان بأن الأطفال مليئين بالخيال والإبداع و لكن ليس لديهم أي مكان لتجربة قدراتهم في ظل الوضع السياسي و الاجتماعي الراهن و المحيط بهم.

وأضاف العايدي أنَّ "أيام المسرح" صممت منهاج الثلاث سنوات للممثلين ومعلمي الدراما المبتدئين، يرتكز التدريب على التمثيل و الارتجال، وتطوير الشخصية، تدريبات جسدية وتعلم مهارات و تقنيات في الدراما، باستثناء العام الأول وفي بيئة مهنية، بالإضافة إلى أن  كل عام يقوم المتدربين بإنتاج وتقديم جولة عروض مسرحية.

وأشار إلى أنَّ "أيام المسرح" ترتبط بعلاقات طيبة مع المؤسسات التي تهتم بالفن سواء على الصعيد الداخلي في فلسطين أو الدول العربية كمصر حيث تتواصل مع فرقة الورشة المسرحية، وأستوديو عماد الدين وفي الأردن تتواصل مع  مسرح البلد، وفي لبنان تتواصل مع جمعية شمس، والمركز العربي للتدريب المسرحي بالإضافة لبعض الدول الأجنبية مثل هولندا وبلجيكا.

وأوضح معلم الدراما والمخرج المسرحي محمد الهسي (35) عامًا، أنَّه التحق بـ"أيام المسرح" منذ أكثر من (20) عامًا، مبينًا أنه بدأ بالتمثيل المسرحي وعمره لا يتجاوز (16) عامًا حيث أصبح فردًا من عائلة "أيام المسرح".

وأكد الهسي أهمية ما تقدمه المؤسسة من أعمال سواء كانت أعمال مسرحية أو ورش دراما، لافتًا إلى أنَّ هذه المسرحيات والورش معدة للشباب، وصممت لكي تعطي المشاركين فرصة للعمل بعمق على تكوين وطرح أرائهم، وخيالاتهم وسعادتهم، مخاوفهم، وآمالهم، وأحلامهم.

وتابع تقوم "أيام المسرح" بجولات عروض لجمهور الشباب، والتي تتم عادة في المدارس، وتتم الجولات بالتنسيق مع  "وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية وقسم التربية والتعليم في وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين، ويتم عرض المسرحيات أمام جمهور يصل عدده إلى 200 طفل في العرض الواحد كحد أقصى وذلك لتوفير أجواء تضمن التركيز الجيد والمشاهدة الجيدة، أو يتم إحضار الطلبة من المدارس إلى مسرح المؤسسة.

وأشار الممثل حسن الأخرس (22) عامًا إلى أنَّه استفاد كثيرًا مما تعلمه داخل "أيام المسرح" سواء من خلال التمثيل أو وورش الدراما لأنها من أفضل الطرق التي ساعدته على تغيير نمط حياته للأفضل، علمًا أنَّ الأخرس طالب في كلية الاقتصاد جامعة الأقصى.

وأضاف الأخرس "نحن في المؤسسة نتعامل كعائلة واحدة، لأننا نقضي ساعات طويلة على خشبة المسرح للتمثيل أو اكتساب المهارات والخبرات من المخرجين والمدربين".

وعبَّر الأخرس عن أمله بأن ينهي السنة الباقية له في دبلوم الدراما لأنه قطع مشوار كبير وصعب لتحقيق هذا الهدف، لافتًا إلى أنَّه قدم أكثر من 20 مسرحية و30 ورشة دراما لتنفيذ مشروع التخرج.